رد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأدلة من السُنة على من يحذرون الناس ويمنعونهم من صيام الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة، والذين تحججوا بأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صوم هذه الأيام. واستشهد «عويضة» خلال برنامج «فتاوى الناس»، بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». وأوضح أن كلمة «أيام» جاءت في نص حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- نكرة كما أنه وردت في سياق النفي، إذن هي أفضل من كل الأيام، مشيرًا إلى أن العمل الصالح ورد في الحديث أيضًا على اتساعه، قائلًا: كيف نخرج الصيام من جملة العمل الصالح، فللإنسان أن يصوم ويقوم ويختم القرآن ويصل الأرحام، وأجر كل عمل صالح مُضاعف. ولفت إلى أن بعض العلماء رجح أن العشر الأول من ذي الحجة أفضل من العشر الأخيرة من رمضان، لأن الله سبحانه وتعالى أقسم بها وهو جل وعلا لا يُقسم إلا بعظيم، كما ورد بقوله تعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)»، واصفًا أولئك الذين يمنعون صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بأنهم يعانون من انغلاق في الفهم.