عمرو: مرسي تسلم دعوة إيران لحضور قمة عدم الانحياز وجار دراستها.. هكذا جاء الخبر، والذي تصفعنا حروفه وكلماته على وجوهنا وعلى أقفيتنا بوصفنا أغبياء وبلهاء و"بريالة"، ما هذا السخف؟! كلمات الخبر وصياغته تشي وكأن دعوة إيران نزلت على الخارجية المصرية والرئاسة نزول القدر المستعجل، أو على الأقل نزول العاصفة، فإذا بعنصر المفاجأة يضعنا في "حيص بيص" ولابد من دراسته لأنه أمر خطير، أمر جلل تتوقف عليه مصائر الشعب والأمة والإنسانية وبعض مصائر سكان الكواكب الأخرى، كأن إيران قررت فجأة عقد مؤتمر قمة عدم الانحياز وفي الحال دعت مصر للمشاركة، كأن مصر ليست هى الرئيس الحالي لقمة عدم الانحياز ولابد من تسليم الرئاسة لإيران، كأن عدم الانحياز هذا سبة وسقطة وعيب وعار ولابد لنا من تجنبه. كثر الحديث عن مؤتمر طهران لعدم الانحياز وضرورة عدم مشاركتنا بوفد يأتي على رأسه رئيس الجمهورية وكأن عدم مشاركتنا يمثل هزيمة منكرة لإيران التي تقف مع النظام السوري، وكأن عدم مشاركتنا هو البوابة الوحيدة التي يدخل منها حل الأزمة السورية، وأنصار هذا المبدأ لا يعرفون أننا لا نمثل أي وزن في المعادلة وأننا خرجنا منذ عقود من حلبة المشاركة في صنع القرار العربي والقرار الذي يخص دول العالم الثالث، ودول عدم الانحياز قاطبة، بل قل كنا نحن من يصنع القرار. يتحدث البعض دون أن يدري أن مشاركة وفد مصري هو شرف له أولاً، إذ سوف يقال عن هذا الوفد "وفد أتى من بلد" وما أدراك ما الستينيات "أقصد الزعيم جمال عبدالناصر"، ربما يحصل الوفد على شرف لم ينل ولن ينال مثله، ليتنا نتصف بأقل القليل مما وُصِفنا به زمن "وما أدراك"، زمن كنا فيه الشرف الذي يسعى الجميع للانتساب إليه فصرنا "الجرب" الذي يهرب منه الجميع. لست أدري كيف كانت صياغة الخبر الذي تصدر الموضوع لو أن قمة عدم الانحياز هذه تمت على الأرض الأمريكية وبرعاية الدولة التي تمثل قمة الحيادية والنزاهة والشفافية والموضوعية وعدم الانحياز جنة الله في أرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية؟؟؟؟!!! مؤكد أن الخبر كانت كلماته ترقص طربًا قائلة "رئاسة الجمهورية والخارجية والحكومة والشعب المصري ومن لم يولد بعد من ظهر مصري وبطن مصرية سعداء بالدعوة الكريمة لحضور مؤتمر عدم الانحياز"، لست أدري إلى متى نبقى أسرى سياسات وأمراض نظام وقح سافل متآمر تم خلع رأسه جسدًا وبقى عقيدة وسياسة وفكرًا وعداءً لمصلحة الوطن؟!. هذا وعلى ثقة أنا العبد الفقير من أن الرئيس المخلوع كان يحترم ويقدر إيران حتى أنه قال: "أنا مستعد أحط إيدي في إيد الشيطان من أجل مصلحة بلدي"، وفعلا سمع كلام إيران التي ترى في الولاياتالمتحدة الشيطان الأعظم، ومن هنا فإن مبارك وضع يده في يد الشيطان الأعظم لعقود عديدة. أرى أن حضور رؤساء دول الربيع العربي لمؤتمرات القمة إنما هو مكسب لاحدود له، إذ يمثل تواجد الواحد منهم في المؤتمر كتواجد تلميذ الحضانة في حفل ينظمه خريجو الجامعة تحت إشراف أساتذة وعمداء الكليات، يومها فإن تلميذ الحضانة هذا يمثل الرابح الأول، على الأقل فإنه سوف "يشرب أكثر من حاجة ساقعة". اللهم نج مصر من من غباء بعض من ادعوا المصرية وادعوا حبهم لهذا البلد المنكوب بهم.