قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن عذاب القبر وسؤاله وكذلك نعيمه جميعها حقائق، أثبتتها نصوص الكتاب والسُنة، مشيرًا إلى أنه في عقيدة أهل السُنة والجماعة. واستشهد «عويضة» خلال برنامج «فتاوى الناس»، في إجابته عن سؤال: «هل يُعذب الميت في القبر، وهل الجسد هو الذي يُعذب؟»، بقوله تعالى: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ» الآية 46 من سورة غافر. واستدل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما مر بقبرين: «إِنِّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، فَأَخَذَ جَريدةً رِطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَين فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا يَا رَسُولَ الله؟، فَقَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا». ونبه إلى أن هذه الآية وهذا الحديث وأحاديث أُخر تثبت عذاب القبر، وهو الراجح عند أهل السُنة والجماعة، كما أنه من عقيدتهم، مؤكدًا أن عذاب قبر وسؤاله وكذلك نعيمه هي حقائق، كما أوضح أن عذاب القبر يقع على الروح كما قالوا في الصحيح، وليس على البدن، فالروح تُنعم وتُعذب.