قال الدكتور خلف الميرى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس ، إن السويس مدينة تاريخية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، ولعبت دورًا مهمًا منذ التاريخ الفرعوني مرورًا بالعصر الإسلامي والتاريخ الحديث والمعاصر، وتعتبر بمكوناتها التاريخية والأثرية حامله لأثار الديانة منذ سيدنا موسى وخروج بني إسرائيل والعصر المسيحي والإسلامي لدرجة أن اسمها نفسه من ضمن مسمياتها العديدة تحمل سمات تلك العصور المختلفة وحتى التركيبة السكانية ذاتها بها من الجذور والأصول العربية المختلطة بهجرات من الدلتا ومن صعيد مصر. جاء ذلك على هامش حفل توقيع ومناقشة كتاب"مدينة التاريخ السويس" تأليف الدكتور راضى محمد جودة، وذلك بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الدكتور خلف الميري- أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس ورئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الأسبق، والدكتور أيمن فؤاد – رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. وأضاف أنها تعتبر مدينة وميناء بحري على مدى العصور، فقد مثلت مدينة حَدية أي تواجه على الحدود البحرية كل ما يحمله البحر سِلمًا أو حربًا، سواء في التجارة أو الملاحة أو الحروب العسكرية، ولذلك حتى النواحي العمرانية لمبانيها الأثرية تحمل هذه السمات. وأكيد الميري أن السويس دائمًا وأبدًا كانت النافذة الأهم لمصر على البحر الأحمر، وخاصة قبل وجود قناة السويس وهى فترة الكتاب، لأن الكتاب يتناول مدينة السويس خلال حكم محمد على، فلم تكن وُجدت محافظتي الإسماعيلية أو بورسعيد، ولذا أصبحت السويس الميناء المتفرد لمصر على البحر الأحمر ومنه يخرج المحمل أو محمل الحاج البحري إلى الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة أو أنها كانت تُشرف على الوجود المصري في البحر الأحمر. وأشار إلى وجود مخطوطه مهمة لابد من الرجوع إليها في الطبعات التالية وهى من تأليف محمد على السنوسي بعنوان "الرحلة الحجازية" ثلاثة أجزاء طُبعت ونُشرت في تونس الشقيق وبها معلومات قيمة عن السويس في القرن ال 19. وأوضح ، أن السويس كان بها ترسانة لبناء السفن تفردت حتى قبل وجود ترسانة الإسكندرية، وكانت هذه الترسانة هي التي بُنيت بها السفن المصرية العاملة في البحر الأحمر سواء للأغراض التجارية أو الحربية وخاصة في حروب محمد على، وتستحق ترسانة السويس دراسة مطولة.