قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه لابد من التفرقة بين الحجاب والنقاب، موضحة إلى أن النقاب فيما ورد بنصوص الكتاب يخص زوجات النبي-صلى الله عليه وسلم-، والحجاب واجب على المسلمات عامة. وأوضحت «صالح» خلال برنامج «فقه المرأة»، أن كلمة الحجاب جاءت مع نساء النبي في قوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ » الآية 53 من سورة الأحزاب، وعلى هذا الأساس حدث اللبس بين الناس في هذه الكلمة حتى أن البعض فسرها بالنقاب، وعلى هذا فالنقاب ليس فرضًا. وأضافت أن استخدام لفظ مكان آخر هو ما أدي إلى هذا الاشتباه، فالحجاب الذي نزل في زوجات الرسول-صلى الله عليه وسلم - كان المقصود منه تغطية الوجه، بأي طريقة حتى لو تحدثن مع أحدهم يكون من وراء ستار، لأن الوجه عورة بالنسبة لزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-. وتابعت: فلزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- تشريعاتهن الخاصة، لا نتدخل نحن العامة في هذه الخصوصيات، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- له خصوصيته سواء مع زوجاته أو نفسه، مضحة أن الفرض هو ما ثبت بدليل قطعي لا تأويل فيه، وهنا يحدث اللبس بين الحجاب والنقاب. وأشارت إلى أن البعض يقول أن النقاب وتغطية الوجه فرض، مستدلين بقول الله تعالى : «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» الآية 59 من سورة الأحزاب، ورغم أن الجلباب معروف لكنه لديهم يبدأ من الرأس ويغطي الوجه. واستطردت: أما الحجاب فهو الوارد في آيات سورة النور وهي الوحيدة التي جاءت بمقدمة تختلف عن غيرها من السور، ففيها جاءت آيات الحجاب ومنع الزينة، فقال تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»، والجيوب هي الشقوق أو فتحة الجيب التي تظهر الصدر. ونوهت بأن النساء في الجاهلية قبل الإسلام كانوا يربطون غطاء الرأس، ويسدلونها للخلف تاركين منطقة الصدر مكشوفة، مؤكدة أن هذه الآية دليل على وجوب الحجاب على المسلمة لا النقاب الذي خص وزجات النبي -صلى الله ةعليه وسلم-.