قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يُسنُّ تحنيك المولود، وهو مضغ التَّمر والطعام الحلو ونحوه ثم دلكه بحنك المولود. واستشهد «الجندي» ل«صدى البلد»، بما روي عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال : «وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى» [رواه البخاري]. وتابع: وروى البخاري (6355) ومسلم (286) – واللفظ له - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ»، مشيرًا إلى أنه ذهب عامة أهل العلم إلى استحباب تحنيك الصبي بعد ولادته، حتى حكى النووي رحمه الله الاتفاق عليه، وذهب بعضهم إلى أنه كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وأوضح المفكر الإسلامي، أن التحنيك يكون حين الولادة حتى يكون أول ما يطعم هذا الذي حنك إياه، ولكن هل هذا مشروع لغير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ فيه خلاف: فمن العلماء من قال: التحنيك خاص بالرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للتبرك بريقه عليه الصلاة والسلام ليكون أول ما يصل لمعدة هذا الطفل ريق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الممتزج بالتمر، ولا يشرع هذا لغيره، ومنهم من قال: بل يشرع لغيره؛ لأن المقصود أن يطعم التمر أول ما يطعم، فمن فعل هذا فإنه لا ينكر عليه، أي من حنك مولودا حين ولادته فلا حرج عليه، ومن لم يحنك فقد سلم.