قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه كثر اللغط حول حديث نبوي شريف ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري فعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» رواه البخاري ومسلم. وأوضح «جمعة» في شرحه للحديث أن الإسلام مع كل رحمته وبدئه بقوله «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» [الفاتحة:1]، في القرآن الكريم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» بيَّن أيضًا ومع هذا أن «المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير». وأكد أن الإسلام دين رحمة، لكنه لا يقبل الضيم، ولذلك أباح القتال في سبيل الله بشرط أن يكون في سبيل الله، ونهانا مع ذلك عن الاستمرار في القتال من غير سبب، ونهانا عن العدوان وعن الطغيان، بل جعل ذلك كله من أجل أن نصد العدو ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ» [البقرة:190-191]، واضح من الآيات ومن دستور القتال في القرآن أنه من أجل صد العدوان ورفع الطغيان، وأمرنا ربنا سبحانه وتعالى ألا نعتدي. وتابع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال «أُمرت أن أقاتل» ولم يقل أمرتم أن تقاتلوا، أو أمرنا أن نقاتل، «أمرت» أنا فكأنه مسألةٌ زمنيةٌ خاصة بعهد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك للدفاع عن النفس، ولصد الطغيان والعدوان الذي سببه اليهود، وسببته الاتفاقات بينهم وبين المشركين، وسببه المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تنجو الأمة وقد نجت وانتشرت، وعندما انتشرت إنما انتشرت بالعائلة تزوج المسلمون من كل مكانٍ فتحوه، وبالعائلة أصبح الأبناء من المسلمين، وأصبح بعد ذلك هؤلاء الأبناء يتزوجون مرةً ثانية، وأخذت العائلة في الانتشار.