رصدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكي توتر العلاقات التاريخي بين الجيش التركي وحزب العدالة والتنمية الإسلامي بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأكدت المجلة في تقريرها حول انقلاب أمس الفاشل في تركيا أنه يأتي كنتيجة مباشرة للتوتر في العلاقات بين الجيش والعدالة والتنمية. فقد سعى أردوغان على مدار 14 عاما لتقليم أظافر الجيش، إلا أن هذه المساعي خلقت عداء عميقا بين الطرفين خاصة وأن الجيش التركي اعتاد على الاستمتاع بنفوذ سياسي قوي على مدار التاريخ الحديث للبلاد، ولذلك فكان من الصعب عليه الاستسلام لسيطرة السلطة المدنية للبلاد ، وتحول إلى قنبلة موقوتة في انتظار الانفجار. ولكن نظرة أردوغان وحزبه للجيش تغيرت مع تصاعد الصراع مع الانفصاليين الأكراد، مما دفع الرئيس التركي لمنح القوات المسلحة الضوء الأخضر للتصرف ومعالجة الأزمة كما يحلو له وهو ما أكسبه المزيد من القوة . ويبقى تهديد الأكراد وهجماتهم المسلحة المتكررة هي الذريعة التي سيتمسك بها الجيش التركي لقيادة المزيد من الانقلابات المحتملة في المستقبل، بغض النظر عن العقوبات التي ستنزل عليه نتيجة انقلاب أمس الفاشل.