أكد رئيس الوزراء التركي بن على يلدرم اليوم السبت أن القوات الأمنية حمت البلاد والشعب من محاولة الانقلاب الفاشلة، مشددا على أن الشعب لن يتخلى أبدا عن الديمقراطية. وقال يلدرم في مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت إن ما شهدته البلاد الليلة الماضية نقطة سوداء في تاريخ الديمقراطية التركية، فقد حاولت عصابة إرهابية النيل من ديمقراطيتنا، إلا أن الشعب أفشل محاولتهم، معربا عن تقديره لكافة المواطنين الذي هبوا إلى الشوارع والميادين ليقفوا أمام هذه العصابة. وأضاف يلدرم قائلا إن الشعب قدم أفضل جواب لهذه العصابة الانقلابية، وأن المحاولة الانقلابية أسفرت عن استشهاد عدد من قوات الأمن والشرطة والمدنيين، معربا عن تعازيه لأهالي الضحايا، متمنيا الشفاء للمصابين. وأوضح أن المحاولة الانقلابية لم تتم بأوامر من القيادة العسكرية وإنما هي خطة محدودة بين مجموعة عسكرية مرتبطة بجماعة إرهابية، معربا عن تقديره أيضا لجميع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الذين دعوا الشعب إلى النزول للدفاع عن الديمقراطية. وقال بن على يلدريم إن هذه الحادثة التي شهدتها تركيا كشفت أن الشعب لم ولن يتنازل عن الديمقراطية وأن له تجربة ديمقراطية عريقة. وأضاف أن الشعب التركي أثبت للعالم وعيه وإرادته الثابتة من أجل عدم عرقلة الديمقراطية والإرادة الشعبية، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لا أحد يستطيع التلاعب بالإرادة الشعبية أو ينال من إرادة الشعب وحبه للديمقراطية. وأوضح أن ما مرت به تركيا ليلة أمس هو أسوأ أنواع الإرهاب، مشيرا إلى أن الشعب لن ينسى ذلك، لافتا في الوقت ذاته إلى أن تلك المحاولة الفاشلة، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شهيد وإصابة المئات وأنه تم اعتقال أكثر من 1500 عسكري من مختلف الرتب بتهمة التورط في محاولة الانقلاب على سلطات الدولة .. مشددا على أن جميع من وقف ونفذ تلك العملية الفاشلة سينالوا عقابهم العادل. وأعرب يلدريم عن خالص شكره للشعب التركي الذي وقف وتصدى لتلك المحاولة الفاشلة، بالإضافة إلى قيادات الدول الصديقة لتركيا والتي أكدت وقفها معها ورفض محاولة الانقلاب. وقدم شكره إلى الإعلاميين والصحفيين الذين تعاملوا مع هذه العملية بكل وعي وحس وطني ووقوفهم إلى جانب الدولة والإرادة الشعبية، معربا في الوقت ذاته عن شكره وتقديره لكافة الأحزاب المعارضة التي وقفت إلى جانب الدولة ومنظمات المجتمع الدولي رغم اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم إلا انهم لم يختلفوا في إعلاء الإرادة العشبية. وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن الحكومة تعمل حاليا على إعادة الحياة إلى طبيعتها ورد اعتبار تركيا بين المحافل الدولية. وردا على سؤال بشأن وجود تواصل بين الحكومة والقيادات العسكرية حاليا، قال يلدرم إن القادة العسكريين في وضع جيد والامر الان تحت السيطرة، وهم الان يقومون بأداء مهامهم. وحول إمكانية توجيه اتهامات بالخيانة العظمي لمن قاموا بالانقلاب وإعادة تفعيل أحكام الإعدام، قال يلدرم إن تبعات العملية الانقلابية لاتزال متواصلة ومازالت الاعتقالات والتحقيقات جارية، إلا أنه أوضح أن الجريمة التي ارتكبت البارحة تم تعريفها بشكل واضح في المنظومة الحقوقية التركية. وأوضح رئيس الوزراء التركي أن دستور بلاده قد ألغى حكم الإعدام، إلا أن مجلس الأمة سيجتمع اليوم ويتناول مثل هذه المسائل حتى يتم اتخاذ تدابير إضافية حتى لا تتكرر بمثل هذه العمليات الانقلابية الجنونية. وبشأن حجم الخسائر في صفوف الانقلابيين، قال يلدرم إنه حسب المعلومات الأولية تم قتل نحو 20 انقلابيا وأصيب نحو 30 آخرون ولكن الأرقام يمكن أن تزيد خلال الساعات القادمة. وفيما يتعلق بإمكانية أن تطلب تركيا تسلم فتح الله كولن المتواجد في الولاياتالمتحدة والمتهم بالتخطيط لمحاولة الانقلاب، قال يلدرم إن فتح الله كولن هو زعيم لتنظيم إرهابي، ونحن طلبنا من الولاياتالمتحدة تسليمه لنا، مضيفا أن بعد ما شهدته تركيا الليلة الماضية لا أتصور أن تدعم أي دولة مثل هذا الشخص. وأكد رئيس الوزراء التركي أن أي دولة سوف تدعم أو تحمي كولن لن تكون صديقة لتركيا.