"الشيخ أحمد الكفيف".. أهالى القرية يلقبونه بقيثارة القرآن الشيخ أحمد "طالب كفيف"... مطلب محبى حفلات القرآن.. والكمبيوتر يحرمه من إتمام حفظ القرآن الكريم طالب كفيف: عدم وجود كمبيوتر يحول دون إتمام حفظي ل 4 سور من القرآن الكريم حرمانه من نعمة البصر، لم يمنعه من استكمال مشوار حياته والحلم بأن يصبح قارئاً ومدرساً للقرآن الكريم، فقد قرر الشيخ أحمد، كما يحب أن يُلقب، ألا يستسلم للإعاقة والظروف المعيشية الصعبة التي يحياها مع والدته وشقيقته بعدما هجرهما والده بعد علمه بأن نجله الذى ينتظره منذ سنوات ولد كفيفاً. رغم صغر سن الشيخ أحمد وإعاقته البصرية وظروفه الصعبة التي تحد من حركته، إلا أنه استطاع بصوته المميز، أن يحظى بمكانة كبيرة لدى محبى حفلات القرآن الكريم، فقد كانت المرة الأولى التي استطاع أن يصل إلى ميكروفون القارئ في إحدى حفلات الزفاف كفيلة بأن تجعل آذان الجميع تصغى إليه، بل ويطالبونه بأن يقرأ عليهم المزيد من آيات الذكر الحكيم بحنجرته التي تشبه مشاهير القراء المصريين. فقد ولد أحمد عباس أحمد، 14 عاما طالب بالصف الثاني الإعدادي الأزهري، "كفيفاً"، في قرية ندرة التابعة لمركز قنا، لكن الذى حرمه من نعمة البصر أنعم عليه بصوت جميل في قراءة القرآن الكريم والتواشيح الدينية، مع حفظ أكثر من نصف القرآن الكريم، إضافة إلى قدرة غريبة على تحديد الأماكن الموجود بها بل ووصف تفاصيلها لمجرد زيارته لها لمرة واحدة. يقول أحمد عباس أحمد، أنعم الله على بحفظ القرآن الكريم ولم يتبق لي سوى 4 سور حتى أتم حفظه كاملاً، إضافة إلى صوت حسن جعلني مميزاً في قراءة القرآن الكريم والإنشاد الديني وجعل الكثير من الناس يطلبون منى أن أقرأ في حفلاتهم ومناسباتهم المختلفة، كما أصبح الكثير منهم يلقبونني بالشيخ أحمد رغم صغر سنى. ويخشى أحمد أن تتسبب ظروفه الصعبة وبعد قريته عن المعهد الأزهري، من عدم استكمال تعليمه، قائلاً: أتمنى أن أصبح مدرساً وقارئاً للقرآن الكريم، لكن هناك الكثير من العقبات التي تحول دون استكمال حفظي للقرآن، منها عدم وجود من يساعدني في الحفظ ومراجعة ما أسمعه عبر التليفزيون أو في المعهد. ويضيف الشيخ أحمد، حصلت على جوائز كثيرة في حفظ القرآن الكريم من معهد مبارك محمد على الذى أدرس به و جمعية الشبان المسلمين، ومركز ندره الثقافي وغيرها من الأماكن، لكن ظروفي تمنعني من المشاركة في الكثير من المسابقات. وعن أبرز القراء الذين يستمع إليهم، قال: أستمع للكثير من قراء القرآن الكريم سواء من داخل مصر أو خارجها، منهم الشيخ أبو العينين شعيشع و الشيخ أحمد نعينع و الشيخ عبدالرحمن السديس وماهر المعيقلى، إضافة لعدد من قراء قريتي. من أبرز المشكلات التي تواجهنى، عدم وجود من يساعدني في المذاكرة والحفظ ومتابعة ما تعلمته على يد المشايخ، إضافة إلى صعوبة التنقل والمواصلات والتي تحول بين تنقلي بين حلقات العلم والدرس، كما أننى أحتاج إلى جهاز كمبيوتر عليه برنامج للمكفوفين، لكى أتمكن من استكمال حفظ القرآن الكريم، وعدم نسيان ما تمكنت من حفظه، لافتاً إلى انه يذهب إلى المركز الاستكشافي بمدينة قنا، لمدة يومين في الأسبوع للجلوس أما الكمبيوتر المخصص للمكفوفين، ومواصلة حفظ باقي سور القرآن الكريم، لكن ظروف التنقل من قريته الجبيل إلى مدينة قنا تقف حائل في الكثير من الأحيان أمام رغبته في الحضور. وأضاف أحمد، قدمت والدتي على شقة سكنية ضمن شقق المحافظة، لأننا نعيش مع أخوالنا في غرفة لا تكاد تكفينا، ووعدها المحافظ خلال تكريمي في حفل القرآن الكريم، بتلبية مطلبها، إلا أنه لم يتحقق أي شيء حتى الآن.
