أدلى الروس بأصواتهم الأحد في انتخابات برلمانية ينظر لها على أنها اختبار لنفوذ رئيس الوزراء فلاديمير بوتين قبل عودة مزمعة إلى منصب الرئيس . وشكت هيئة لمراقبة الانتخابات من "هجمات الكترونية جماعية" على موقع يتحدث عن وجود انتهاكات. وما زال بوتين حتى الآن السياسي الأكثر شعبية في البلاد لكن هناك بعض المؤشرات على أن الروس ربما بدأوا يتوجسون من تكريس صورة الرجل القوي. وبدا بوتين، البالغ من العمر 59 عاما متماسكا، وقال إنه لا يتمنى سوى نتيجة طيبة لحزبه روسياالمتحدة بينما كان يمر وسط أنصاره في العاصمة الروسية موسكو. وقالت هيئة تراقب الانتخابات ممولة من الغرب أن ووسيلتين اعلاميتين ليبراليتين ان مخترقين أغلقوا مواقعهما بهدف عدم توصيل أنباء حدوث انتهاكات وتعطلت المواقع التابعة لمحطة ايخو موسكفي الاذاعية والبوابة الالكترونية سلون وجولوس الهيئة الرقابية الساعة الثامنة صباحا تقريبا. وقالت واشنطن إنها قلقة من تكرار "المضايقات" للهيئة. وكتب اليكسي فينيديكتوف مدير تحرير محطة ايخو موسكفي في حساب الإذاعة على تويتر يقول "من الواضح أن الهجوم يوم الانتخابات على الموقع يأتي في إطار محاولة لمنع نشر معلومات عن الانتهاكات." ونفى الرئيس ديمتري ميدفيديف الذي يتنحى في مارس حتى يتسنى لبوتين العودة إلى الرئاسة الحديث عن حدوث تلاعب في الانتخابات، ولم يتسن الاتصال بمكتب المدعي العام أو اللجنة الانتخابية المركزية. وتجمع نحو 30 محتجا معارضا أمام البرلمان وقالوا عبر مكبرات للصوت " انتخاباتكم هزلية" وقال شهود من رويترز ان الشرطة احتجزت 12 منهم. وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب بوتين من المرجح أن يحصل على أغلبية لكن أقل من 315 مقعدا التي يسيطر عليها حاليا في مجلس النواب المؤلف من 450 مقعدا والذي يعرف باسم الدوما. واذا حصل حزب بوتين على أقل من ثلثي المقاعد فسيجري تجريده مما يطلق عليه الاغلبية الدستورية التي تتيح له تعديل الدستور بل والموافقة على مساءلة الرئيس. ويقول أنصار بوتين انه أنقذ روسيا خلال توليه الرئاسة من الفوضى في الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وحقق أطول توسع اقتصادي منذ عشرات السنين كما استخدم القوة العسكرية لسحق تمرد في منطقة الشيشان جنوبا مما مثل اختبارا لمدى تماسك نسيج روسيا الاتحادية التي تمتد مساحتها الى تسعة آلاف كيلومتر. وتقول احزاب المعارضة ان الانتخابات غير عادلة لان السلطات تدعم حزب روسياالمتحدة بالمال والفترات الكافية للدعاية في التلفزيون كما تتوقع التلاعب في الاصوات لصالح روسياالمتحدة. وبات من شبه المؤكد فوز بوتين في انتخابات الرئاسة التي تجرى في الرابع من مارس لكن مؤشرات على الاستياء مقلقة لمسئولي الكرملين.