قال الدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، إن مبادرة على الطريق الصحيح هدفها فك أسر الخطاب الديني من أيدي المتطرفين الذين اختطفوا الدين وزعموا أنهم يقيمون دولة الإسلام ودعوا المسلمين للخروج على الحكام شكلوا عصابات الغدر والإجرام وأصدروا فتاوى التكفير والتفجير بحق الصغير والكبير ممن لا يبايعهم ولا يؤيد تطرفهم وانحرافهم. وأضاف «الكعبي» خلال كلمته اليوم الثلاثاء، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "نقض شبهات التطرّف" المنعقد في العاصمة الأردنية عمان إن هذه الفئة تكفر الحكام زاعمة أنهم لم يحكموا بما أنزل الله، كما يكفرون الشعوب لأنهم رضوا بحكامهم، ويكفرون أيضا العلماء لأنهم لما يكفروا الحكام إجراء لأصلهم في أن من لم يكفر الكافر فهو كافر، فهم يكفرون كل من عرضوا عليه دعوتهم ولم يقبلها أو لم يبايع زعيم عصابتهم، وإذا ما بايع ثم ارتد فهو في نظرهم مرتد. وأوضح أنهم اعتبروا كل العصور الإسلامية بعد القرن الرابع عصور كفر وأوجبوا على المسلمين ترك الأمن والوطن والهجرة إلى أرض، فابتدعوا من عند أنفسهم أحكاما مخالفة للدين وعصوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وابعتدوا عن مفهوم الصحابة والتابعين مستشهدين بنصوص أساءوا فهمها وحرفوها عن مقاصدها". وأشار إلى أن انحرافهم الفكري تحول إلى اعتداءات آثمة ممولة وجرائم ممنهجة، فروعوا الآمنين وقتلوا الأبرياء المسالمين واستحلوا المحارم وعاثوا في الأرض فسادا وأتوا من الجرائم أبشعها ومن الموبقات أشنعها، لافتا إلى أن هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية ترتكب تحت شعار الجهاد تشويها لحقائقه وتحريفا لمقاصده. وتابع: إننا ننتظر من هذا المؤتمر أن يقوم بتوضيح الحقائق وتصحيح المفاهيم ونقض الشبهات وتأصيل الرد الشرعي على أصحاب الفكر المتطرف والمنحرف، مؤكدًا أن ما سيصدر عن هذا المؤتمر من دراسات وأبحاث تأصيلية تحتاج إلى بذل الجهود والخطط والمبادرات لترويجها عبر كافة الوسائل المعاصرة ومواقع التواصل الاجتماعي وإدراجها في مناهج التعليم الرسمي وخطب الجمعة ودروس الوعظ الديني والندوات والفعاليات المختلفة لتحصين الشباب من الانخداع بأفكار التطرف والتكفير.