استطاع الموقع الاستراتيجي لجيبوتى أن يجذب جيوش القوى العالمية الكبرى، حيث تتمتع جيبوتى بأهمية استراتيجية نتيجة موقعها المتميز على مشارف البحر الأحمر وخليج عدن وفى مواجهة مضيق باب المندب ، كما تعد نقطة الالتقاء بين القارة الأفريقية وشبة الجزيرة العربية. وتعد جيبوتى بوابة الملاحة البحرية العالمية حيث تقيم القوات البحرية الأميريكية والفرنسية والصينية والإسبانية وحلف الناتو قواعد عسكرية لها على الأراضى الجيبوتية ، فى تأكيد جديد على الأهمية التى توليها الدول الكبرى لهذا البلد الصغير الواقع فى القرن الافريقى. ويلقى تقرير "جيبوتى 2016" الصادر مجموعة أكسفورد للأعمال الضوء على الدور المتنامى للبلاد كميناء عبور دولى، حيث تقع في موقع مميز على واحد من أكثر مسارات الشحن كثافة فى العالم إلى جانب الاستثمارات الكبرى في موانئها. وتشمل الموضوعات الرئيسية التى يغطيها هذا التقرير خطط جيبوتى لتعزيز أنشطتها التجارية مع الدول الحبيسة فى شرق أفريقيا على قطاع الملاحة البحرية. وتعد مجموعة أكسفورد للأعمال مؤسسة عالمية متخصصة في النشر والأبحاث والاستشارات وتقوم بنشر استخبارات اقتصادية عن الأسواق بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى ، وتقدم المجموعة من خلال منتجاتها المطبوعة والإلكترونية تحليلا مفصلا ودقيقا للاقتصاد الكلى والتطورات القطاعية بما يشمل قطاعات الأعمال المصرفية وأسواق المال والتأمين والطاقة والنقل والصناعة والاتصالات. إلا أن النفوذ والتواجد الصينى بدأ يزداد هذه الفترة فى جيبوتى، الأمر الذى أثار قلق الأميركيين لاسيما مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية فى جيبوتى، علما بأن الرئيس إسماعيل عمر غيليه يتربع على عرش السلطة في البلاد منذ 17 عاما ، ولا توجد أية عوائق قانونية أو دستورية تمنع ترشحه للرئاسة. ويتهم المعارضون الرئيس الحالى بمحاولة تغيير الحلفاء، بعد انتقادات أميريكية للعملية الديمقراطية في جيبوتى، على خلفية أعمال شغب وقمع حدثت في أواخر العام الماضى. وكان النائبان فى الكونجرس الأميريكي جريس سميث ودانا روهرباشر قد قدما إلى وزير الخارجية جون كيرى ووزير الدفاع أشتون كارتر عريضة يطالبان فيها باتخاذ الإجراءات لحماية المصالح الأميريكية فى المنطقة ، خاصة تلك البقعة من مداخل البحر الأحمر، لما لها من أهمية فى الملاحة الدولية، ومسلك السفن الأميريكية والغربية وغيرها من وإلى البحر الأحمر، وتحديدا موانئ السعودية واليمن والدول المجاورة للبحر الأحمر. ومن جانبها، تدرس الولاياتالمتحدة، إقامة قاعدة بحرية جديدة بالقرب من السودان، بدلا من قاعدة جيبوتى، الأمر الذي يعتبره النائبان مضرا بالمصالح الأميريكية، خاصة فى ظل عمليات القرصنة البحرية فى تلك المنطقة، والابتعاد شمالا يحد من قدرة القوات البحرية الأميريكية على مكافحة القرصنة. وتقول المعارضة فى جيبوتى " إن الصين تمول الحملة الانتخابية للرئيس الحالي، والذي يطمح إلى الفوز بولاية جديدة، على الرغم من القناعة بأنه سينجح في النهاية في الفوز بالرئاسة، بحسب كل الاستطلاعات والتقديرات في جيبوتى وخارجها". ويبلغ تعداد السكان فى جيبوتى 850 ألف نسمة، وأصبحت مكتظة حاليا بالقواعد العسكرية لعدد من دول العالم ، وأدى وجود قوات بحرية من عدة دول فى المنطقة، الى انخفاض عدد الهجمات التى يشنها قراصنة صوماليون من 176 عملية قرصنة فى عام 2011 إلى صفر فى 2015. وأصدرت مجموعة "أكسفورد للأعمال"، الشركة الدولية الرائدة فى مجالات النشر والأبحاث والاستشارات، تقريرا يكشف كيف لعب الموقع الاستراتيجى لجيبوتى دورا كبيرا كنقطة التقاء بين البحر الأحمر وخليج عدن وقال أندرو جيفرى، الرئيس التنفيذى لمجموعة "أكسفورد للأعمال: "إن استقرار الاقتصاد الكلى فى جيبوتى وتعزيز مناخ الأعمال قد جعلوا من جيبوتى وجهة جاذبة للمستثمرين، وهو ما كان له أثار إيجابية بارزة على القطاعات الرئيسية مثل قطاع الإنشاءات. ويشير التقرير " جيبوتى 2016 " إلى أهمية نهوض الاقتصاد القائم على أنشطة البنية التحتية في طول البلاد وعرضها والذي يقطع أيضا خطوات سريعة في تطوير الروابط مع دول الجوار والقوى الاقتصادية العالمية ضمانًا للرخاء المستقبلى.