نشرت صحيفة "الجارديان" تقريرا حول آثار المدينة المصرية القديمة الغارقة في أعماق البحار "ناوكراتيس"، والتي سيتم عرض بعض حفرياتها في معرض ببريطانيا، وعلى رأسها الآثار الغارقة في بحيرة قريبة من قرى رشوان وأبومشفى الواقعة على نهر النيل. وأوضحت أن مدينة "ناوكراتيس"، أسسها اليونانيون كميناء تجاري حوالي 620 عاما قبل الميلاد، وسيتم عرض مقتنياتها في المتحف البريطاني، فضلا عن بعض الاكتشافات المهمة والمثيرة للاهتمام والتي تشبه عالم هونج كونج القديم، سيكون ذلك جزءا من المعرض الكبير. وقالت الصحيفة إنه من الصعب تخيل هذا المكان وقت ازدهاره في العصور القديمة قبل أن يهجر في القرن السابع الميلادي، ونشرت فيديو تقريبيا ثلاثي الأبعاد لشكل المدينة. وأظهر الفيديو أن عدد سكان المدينة المتوقع قديما كان 16 ألف نسمة، وأنها مليئة بمعابد الآلهة مثل هيرا، وأفروديت، وديوسكوروي، وشكلت لفترة طويلة ملاذا كبيرا للإله آمون-رع، وكان نهر النيل يتدفق إلى هذه البقعة. وأضافت الصحيفة: "ليس ذلك فقط، هناك "هيلينيون" ملاذ مخصص لكل الآلهة اليونانية، التي تعبر عن هوية قومية هيلينية من الدويلات المستقلة سياسيا، ووفقا للمؤرف هيرودوت فإن الاشتراك بين الفراعنة واليونانيين في بناء المدينة كان بدعوة من الفرعون". وأكدت الصحيفة في تقريرها أن المعابد اليونانية تبدو بسيطة، وتحوي أسوارا مقدسة لمذابح مبنية في الهواء الطلق، والهياكل مبنية بشكل مقوس، وذلك بعدما تعلموا موهبة بناء المعابد من المصريين، كما يوجد منازل مبنية بالطوب اللبنى من عدة طوابق، بعضها تحوي أسطح، موضحة أن أن هذا الشكل المخروطي في بناء المنازل موجود اليوم في بعض القرى. وأضاف التقرير أن جميع التجار في البحر الأبيض المتوسط كانوا يتعاملون مع مصر، وليس فقط اليونانيين، ولكن الفينيقيين، والقبارصة، والمشرقيين، الذين قدموا إلى ناوكراتيس لتجارة الزيت والخمر، ويدفعون الضرائب، ويبحرون أكثر من 40 ميلا داخل نهر النيل عبر "هرقليون ثونيس" وهو ميناء يقع عند مصب نهر النيل على البحر المتوسط ولكنه غرق في البحر، وكانوا بعد ذلك يعقدون صفقاتهم، ثم يأتي وقت التسلية، وذكر هيرودوت أن ناوكراتيس كانت تشتهر بمحظياتها. وذكرت الصحيفة أن هذا الاكتشاف ليس حديثا، فقد تم اكتشاف ناوكراتيس جزئيا قبل ذلك، بداية بفليندرز بيتري في القرن التاسع عشر. وعلقت الصحيفة على تلك المدينة المصرية القديمة ناوكراتيس قائلة: لا يوجد دليل أكثر إثارة للإعجاب حول اللقاءات الثقافية مما حدث في ناوكراتيس مثلما هو موجود في المتحف المصري. وعرضت الصحيفة صورة لوجه فرعون في قاع البحر، وفيديو 3دي تخيلي حول مدينة ناوكراتيس.