* خط واحد على الخريطة رسمه السير "مارك سايكس" حدد وجود سوريا والعراق ووضع نواة إسرائيل * السير "سايكس" فشل في توقع توابع اتفاقية سايكس بيكو عقب التاريخ * "سايكس بيكو" فشلت في الاستقرار على الأرض.. والشعوب فقط هي من تمتلك حق تقرير المصير نشر موقع جلوبال ريسيرش البحثي تقريراً حول اتفاقية سايكس بيكو والتي وقعت عام 1916، والتي غيرت وجه الشرق الأوسط وأدت إلى قيام عدد من الدول في المنطقة العربية من بينها سوريا والعراق وأيضا زرعت النواة لفكرة قيام الكيان الصهيوني في المنطقة العربية. وقال التقرير إن بريطانيا وفرنسا رسمتا من خلال الاتفاقية الخط الفاصل بين حدود دولتي سوريا والعراق، وكذلك وضعتا الفكرة الأساسية لنشأة إسرائيل. وقال التقرير إن الفكرة الرئيسية حول اتفاقية سايكس بيكو جاءت في محضر للحكومة البريطانية آنذاك، حيث وجه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، سؤالا إلى السير مارك سايكس وهو دبلوماسي بريطاني، حول طبيعة الاتفاق الذى يرغب في توقيعه مع الفرنسيين لترسيم النفوذ في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، فأجاب سايكس الذى كان قد عاد لتوه من رحلة في منطقة الشرق الأوسط "أود أن أرسم خطا من آخر حرف في كلمة عكا على الخريطة إلى آخر حرف في كلمة كركوك". وأضاف التقرير انه هكذا تشكل مصير الملايين من الناس وفقا للطريقة التي طبعت بها أسماء بعض الأماكن على الخريطة. وأشار التقرير إلى أن هذا لم يكن اللقاء المؤسف الأول بين سايكس مع الخرائط، ففى يناير 1915 كتب سايكس خطابا إلى ونستون تشرشل يحثه على احتلال اسطنبول. وأشار سايكس إلى انه إذا أمكن لبريطانيا وفرنسا الاستيلاء على المدينة الرئيسية فى الامبراطورية العثمانية، فهذا من شأنه ليس فقط أن يحطم الإمبراطورية والنفوذ الألمانى فى الشرق، ولكن هذه الطريقة قد تكون مناسبة لغزو ألمانيا عبر البلقان. وقال "سايكس": يمكنك بحلول يونيو ان تكون تحارب فى فيينا.. ستكون بهذا قد وضعت سكينتك بالقرب من الشريان الحيوى للوحش، وربما يمكنك ان تسيطر على خط مولهاوسين، ميونيخ، فيينا، كراكو قبل حلول الشتاء". وقال المركز البحثي إن هذه الحدود انتهت في عام 2014، بعد ما سيطر تنظيم داعش على الأراضي الواقعة بين سوريا والعراق مما أنهى حقبة سايكس بيكو، لكن لم يكن علينا ان ننتظر تنظيمًا إرهابيا لكى يعارض العقلية الإمبريالية التي دفعت ذلك الاتفاق للظهور على الأرض الواقع. وأضاف المركز البحثي أن الرسم التعسفي للحدود، والذي تحدى الجغرافيا والمنطق السليم كان السمة المميزة للإمبريالية فى القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ولفت التقرير إلى ان خريطة سايكس الشهيرة والتي ضربت العالم العربي في مقتل جنبًا إلى جنب مع دعمه الحماسى لوعد بلفور عام 1917 والذي دعم لإقامة دولة يهودية في فلسطين يجعل منه واحدًا من الشخصيات البريطانية القليلة التي مارست نفوذا استراتيجيا في العالم العربي. وقال جلوبال ريسرش إن سايكس كان يؤكد دائما لرئيس الوزراء البريطاني هربرت اسكويث ان "القوة الروحية" للعروبة تكمن في المملكة العربية السعودية بينما تكمن القوة التنظيمية الفكرية في سورياوفلسطين وبيروت. وقال التقرير إن سايكس فشل فى توقع مستقبل المنطقة، كما فشل فى تقديراته للتطورات التي حدثت في المنطقة بعد ذلك. وأضاف التقرير ان سايكس لم يكن ليتخيل ان تركيا ستستطيع التطور كدولة علمانية حديثة تتمتع بالوعى الوطني، وهذا يعنى أن الرهان في اتجاه واحد ضد الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى كان أمرًا عديم الجدوى، حيث استطعت القومية العلمانية التركية ان تلعب دورا كبيرا في تقوية تركيا. ثانياً: إنه على الرغم من فهمه جيدا للإسلام إلا ان سايكس وجيله رأوا انه يأتى ثانيا بعد انتماءات العرق واللغة والتقاليد السياسية. ثالثاً: إن سايكس فشل فى توقع ظهور الاتجاهات المعاداة للإمبريالية، ففور ان استطاع الفقراء التعلم وانخرطوا فى المدن والمصانع فإنهم بدأوا تشكيل التاريخ، بعد ان اصبحوا ضباطا في جيوش بلادهم. أما العنصر الربع فهو الفشل فى التوقع انه بعد عام واحد من توقيع اتفاقية سايكس بيكو ستقوم ثورة عمالية فى روسا وتنتشر فى منطقة القوقاز، مما من شأنه أن يحرر أجزاء واسعة من العالم الغربي ويجعله مهووسا ليس فقط بمعاداة الإمبريالية ولكن الرأسمالية. وقال التقرير إن الدرس الذي يجب تعلمه من سايكس بيكو ان رسم الخطوط التعسفية والتي تقسم حدود الدول على الخرائط أمر فاشل وان الشعوب يجب ان يكون لها الحق فى تقرير المصير.