ثورة 25 يناير العظيمة، التى حاربت كل الفصائل الوطنية المصرية عبر سنوات طويلة من أجلها، انتهت بموجة كاسحة استطاعت أن تخلع رئيس الجمهورية وبدأت خطوات الديمقراطية متعثرة بسبب أخطاء كبرى فى عدم البدء بالدستور حين كان الشعب كله يداً واحدة وكان التوافق على دستور وطنى حديث سهلاً وميسوراً، ولكن ما حدث قد حدث ودخلنا فى متاهات طويلة ومعارك فى الشوارع انتهت بمئات الشهداء، وأخيراً وصلنا إلى انتخابات رئاسية ديمقراطية حقيقية، وانتهت الانتخابات بفوز د.مرسى بالرئاسة بفارق ضئيل عن منافسه الفريق شفيق، وكنت أتوقع أن يبدأ الرئيس فى حل المشاكل العاجلة مثل الأمن والطاقة وعودة السياحة والاقتصاد مع بدء الإصلاح السياسى بديمقراطية حقيقية بين أفراد الشعب، ولكن هناك ظواهر خطيرة توحى بأن مصر فى الطريق إلى نظام فاشى، وذلك ربما ضد رغبة الرئيس، وإنما بقرار من جماعة الإخوان المسلمين التى تعلو فوق أى شىء بما فيه الرئيس. أولاً: الدخول فى معركة ضد القضاء سوف يخسر فيها كل من الرئيس والقضاء، وهذه المعركة سيئة التوقيت ومضمونها ليس واضحاً والحجة فيها ضعيفة، فالجميع يؤكد أن قانون مجلس الشعب غير دستورى ويعنى ذلك أن مجلس الشعب بثلثه أو كله منعدم قانوناً، ولكن الكثيرين يعتقدون أن توقيت إصدار الحكم فيه شبهة أن يكون لأسباب سياسية. نعم هناك مشكلة فى القضاء المصرى، كما أن هناك أيضاً مشكلة فى كل أجهزة الدولة فى مصر. القضاة يجب أن يكونوا مستقلين تماماً، والقاضى المؤيد لنظام مبارك لا يصلح والقاضى المتعاطف مع أمريكا لا يصلح، والقاضى الإخوانى لا يصلح. كيف يمكن إصلاح ذلك، الأمل الوحيد فى مجلس القضاء الأعلى حتى نحفظ استقلال القضاء واحترامه. ثانياً: كانت هناك دائماً وقفات أمام المحكمة الإدارية العليا فى انتظار الحكم فى بعض القضايا ذات الطابع السياسى، ولم يحدث أبداً احتكاك أو ضرب فى الشارع، وكان التحرير مكاناً لتظاهر الجميع من كل الاتجاهات، فى الأسبوع الماضى حدث أمر غير مسبوق، قام بلطجية الإخوان بالاعتداء على المناضل اليسارى القديم أبوالعز الحريرى، وتم الاعتداء البدنى على الناشط والبرلمانى الأستاذ الفخرانى، وكذلك نال بعضاً من الأذى الأستاذ المحترم نجاد البرعى، هذه البداية الحقيقية للفاشية، ولأنه بعد فترة قد يبدأ تسليح هذه الميليشيات بالعصى، وفى مرحلة لاحقة ربما بالسلاح، هذا الأمر ليس جديداً على الإخوان ففى تاريخهم ما يكفى لتأكيد ذلك، ولكن الإخوان قرروا عدم استخدام العنف لسنوات طوال ونفذوا ذلك، هل كان التوقف عن العنف خوفاً من عنف الدولة الأقوى منهم أم كان تغييراً تكتيكياً؟ الظواهر الحالية تؤكد أن العنف عاد والمشكلة أنه لا يمكن اعتبار هذه حوادث فردية من تنظيم شديد المركزية. ثالثاً: هناك ظواهر مقلقة وتدل على سوء نية الإخوان تجاه مستقبل مصر والاستعداد للاستيلاء عليها بالكامل. قرأت فى الصحف أن الإخوان يستعدون لنزول انتخابات اتحاد كرة القدم القائمة. أنا لا أفهم ولا أستوعب أن يخوض حزب سياسى أو جماعة دينية انتخابات اتحاد رياضى، قد يكون مفهوماً أن هناك مواطناً إخوانجياً مهتماً بكرة القدم قرر أن يخوض انتخابات الاتحاد وحده أو مع مجموعة عندهم نفس الأفكار لإصلاح لعبة كرة القدم، وليس مجموعة من الإخوان للسيطرة على الاتحاد. هذا المفهوم غير موجود فى أى مكان فى العالم ولم نسمع أن حزب المحافظين البريطانى أو الحزب الاشتراكى الألمانى حاولا السيطرة على اتحاد كرة القدم فى البلدين. هذا التفكير كان يحدث بدقة وبنفس الطريقة أيام الدوتش موسولينى زعيم الفاشية الحديثة. إن مصر فى الطريق إلى الهاوية بهذه التصرفات الفاشية الواضحة ويا تلحقوها يا متلحقوهاش. قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك نقلا عن المصرى اليوم