الرقابة اعترضت على شخصية شمشون في "عنتر ولبلب" .. ورفضت "القاهرة 30" 7 مرات "الله معنا" الفيلم الذي أرعب الحكومة .. و"ليلى بنت الصحراء" تم رفضه لتعكيره زيجة شقيقة "فاروق" اللواء محمد نجيب يأمر بسحب "ليلة القدر" من دور العرض.. "ميرامار" و"خذني بعاري" ضمن القائمة الرقابة وجدت أن "عتريس" يمثل عبد الناصر و"العصابة" هي الاتحاد الاشتراكي في "شيء من الخوف" شهدت السينما المصرية على مدار تاريخها الطويل، عدة ازمات، خاصة فى أيام الزمن الجميل، فاذا استعرضنا فترة الستينيات وما قبلها، أي الأفلام التي تنتمي ل"سينما الأبيض والأسود"، سنجد أن هناك العديد من الاعمال الفنية التى واجهت تعسفا من قبل السلطات المصرية، ممثلة في "الرقابة"، التي وضعت لافتة "ممنوع الاقتراب" من النظام الحاكم في مصر.. وفي هذا التقرير يستعرض "صدى البلد" أشهر أفلام سينما الأبيض وأسود التي واجهت اضطهادًا حكوميًا بسبب جرأتها في زمن الفن الجميل. "ليلى بنت الصحراء" الفيلم من إنتاج 1937، وهو من بطولة راقية إبراهيم وزكي رستم وجميل حسين ومن إخراج بهيجة حافظ .. وقد تم منع الفيلم من دور العرض نهائيا، بسبب زواج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق من شاه إيران رضا بهلوي، واعتبار أن هذا الفيلم غير مناسب للعرض لأن قصته تدور حول طغيان وفساد "كسرى" إمبراطور إيران. وبالفعل صدر قرار من وزارة الخارجية بمصادرة العمل الفني ومنع عرضه داخليا وخارجيا، حتى لا تتأثر زيجة شقيقة فاروق، وكانت الحكومة الإيرانية احتجت في ذلك الوقت على الفيلم. "مسمار جحا" الفيلم من إنتاج يونيو 1952، قبل اندلاع ثورة 23 يوليو بشهر واحد، وهو بطولة إسماعيل يس وعباس فارس وكمال الشناوي، ومن تأليف أبو السعود الإبياري وأنور وجدي وعلي أحمد باكثير، ومن إخرج إبراهيم عمارة .. وتدور الاحداث حول إمام يدعى "جحا" يكشف للشعب مساوئ الاحتلال وينتقد الملك الذي يساير قوات الإنجليز فيقوم الحاكم بالقبض عليه. كانت جرأة الفيلم، بالتعرض لفساد السلطة الحاكمة وحاشيته محرما على السينما في مصر، ولذلك تم إصدار قرارًا بمنع الفيلم من العرض بسبب تعرضه للعهد الملكي. "عنتر ولبلب" الفيلم انتاج 1952، وهو بطولة شكوكو وسراج منير وعبدالوارث عسر وحورية حسن وعبد الفتاح القصري ونجوى سالم، وإخراج سيف الدين شوكت.. وقد تعرض الفيلم لاضطهاد رقابي ظالم، لما يحتويه من إسقاط واضح عن الوضع السياسي المصري في الخمسينيات ويتناول بطريقة غير مباشرة قضية الجلاء وعدم جدوى المفاوضات. ويعتبر من أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية التي أثارت جدلا بسبب اسمها، فبعد عرضه بأيام قليلة، تحت عنوان "شمشون ولبلب"، تم منعه لاسباب تعسفية لعدة أشهر، ثم تم تغيير اسمه إلى "عنتر ولبلب"، حيث قيل وقتها، ان اسرائيل اعترضت على تشبيه "شمشون" وهو أحد قضاة بني إسرائيل، بالرجل الشرير الذي يغتصب أرض غيره، وهو ما اعتبرته رسالة لاستخدام القوة ضدها. "ليلة القدر" الفيلم انتاج 1954، وهو بطولة حسين صدقي وهدى سلطان وليلى فوزي ودولت أبيض وإستيفان روستي وعبد الوارث عسر..ويعتبر من الافلام النادرة التى تناولت زواج المسلم من المسيحية. وقد تعرض هذا العمل لمشكلة رقابية كبيرة، ولاقى اعتراض بعض المسيحيين والمسلمين، فاضطر اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وقتها، لرفع الفيلم من جميع دور العرض، ثم قام حسين صدقى باعتباره مخرج الفيلم، بتغيير اسمه من "ليلة القدر" إلى "الشيخ حسن"، وأضاف بعض المشاهد الجديدة. "الله معنا" الفيلم من إنتاج 1955، وهو بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي ومحمود المليجي وماجدة، عن قصة إحسان عبد القدوس، وإخراج أحمد بدرخان، ويناقش الفيلم فساد في الجيش المصري في ذلك الوقت، خلال حرب فلسطين 1948. وبسبب مناقشة الفيلم لقضية الأسلحة الفاسدة لأول مرة بعد ثورة 23 يوليو، وتورط أفراد من الجيش في خسارة حرب فلسطين، جعلت الرئيس جمال عبدالناصر، يقرر منع عرض الفيلم، لسببين، اولهما الخوف من تعاطف الجمهور مع الملك فاروق، وثانيا اهتزاز صورة الجيش أمام الشعب، ولكن بعد فترة أمر "ناصر" بعرض الفيلم بعد اجراء عدة تعديلات ضمن احداثه. "خذني بعاري" الفيلم من انتاج 1962، وهو بطولة سميرة أحمد وكمال الشناوي وزوزو ماضي وفايزة فؤاد وحسن حامد وخيرية أحمد، واخراج السيد زيادة، وقد تم سحب العمل من السينمات تمامًا. وقامت الرقابة بمصادرة الفيلم بعد أيام قليلة من طرحه، ولم يعرض إلا بعد صدور حكم قضائي بعرضه بشرط تغيير اسمه إلى "اغفر لي خطيئتي"، كما ان الرقابة منعت عرضه بالخارج لإساءته إلى الفن المصري، لما تضمنته أحداثه من مشاهد جنسية، حيث وصفه النقاد حينها بأنه يحتوي على مشاهد "شديدة الفجاجة". "القاهرة 30" الفيلم انتاج 1966، وبطولة سندريلا الشاشة سعاد حسني وأحمد مظهر وحمدي أحمد وعبد المنعم ابراهيم، واخراج صلاح ابو سيف.. وترصد الاحداث الأوضاع الاقتصادية السيئة التي كانت سائدة في القاهرة. وقد رفضت الرقابة سيناريو هذا الفيلم 7 مرات، بسبب أن أحداث القصة معاصرة وتنتقد اوضاع البلاد فى حكم مجلس قيادة الثورة، ولم يتم السماح بعرض الفيلم، الا بعد تغيير اسمه إلى "القاهرة 30" للتأكيد على أن الأحداث قديمة، على الرغم من ان القصة التى كتبها نجيب محفوظ اسمها الأصلي "القاهرة الجديدة"، كما تم حذف شخصية "مأمون رضوان" أحد أبطال الرواية، وهي الشخصية التي تمثل جماعة الإخوان المسلمين. "شىء من الخوف" الفيلم من انتاج 1968 وهو بطولة شادية ومحمود مرسي ومن إخراج حسين كمال .. واعترضت الرقابة على الفيلم بشكل كامل لقناعتها بأن شخصية عتريس بها إسقاط واضح على شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. فمن وجهة نظر جهاز الامن والاتحاد الاشتراكى، وجدوا ان هذا العمل يصف نظام الحكم آنذاك بأنه "عصابة"، وأن عتريس هو "عبد الناصر"، وفؤادة تمثل مصر.. لذلك قام صناع الفيلم بعرض الأمر على الزعيم الراحل الذي شاهد الفيلم مرتين ووافق على عرضه بأمر شخصي منه.. وكان له تعليق شهير عن شخصية عتريس : حيث قال "لو كنا بهذه البشاعة لازم نتقتل". "ميرامار" الفيلم إنتاج عام 1969، وهو بطولة شادية وأبو بكر عزت ويوسف وهبي ويوسف شعبان، وإخراج كمال الشيخ .. وقد اعترضت الرقابة بسبب ما تحتويه الاحداث من اسقاطات سياسية وتعرضه للفساد، وتم السماح بطرحه في دور العرض، بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد أن شاهده بنفسه.