* مدير منطقة آثار سرابيط الخادم: * *حراس سرابيط الخادم "أهلها".. والآثار جزءا من حياتهم وتاريخهم * *خطة لتحويل المبنى الادارى الى مركز للبحوث الاثرية والتعدين * *معبد حتحور "يعاني".. ويحتاج الى مشروع كبير لإنقاذه قال مصطفى محمد نور الدين، مدير منطقة آثار سرابيط الخادم، إن "معبد حتحور هو الوحيد بسيناء من عصر الدولة الوسطى وأحد خمسة معابد من الدولة الوسطى في مصر". وأشار "نور الدين"، في حواره مع "صدي البلد"، انه "المعبد يأتي كأحد الأدلة الدامغة لمصرية سيناء، حيث كانت إقامة المصريين بالمنطقة طوال العام وليس فقط لإستخراج الفيروز أو النحاس، وكان للمعبد كهنة وخدم يعيشون فيه بميزانية ثابتة من الدولة" وإلى نص الحوار.. * ما المخاطر والأضرار التي تواجه منطقة سرابيط الخادم؟ ** حراس سرابيط الخادم هم أهلها ويعتبرون الاثار جزءا من حياتهم وتاريخهم, وتأتي طبيعة المنطقة وصعوبة صعود الجبل لتتطلب تعيين مزيد من الحراس لتخفيف العبئ عن الموجودين فى الخدمة، خاصة مع وجود 4 طرق للوصول للمنطقة الأثرية أعلى الجبل. وهناك موافقة منذ 4 أعوام بتعيين 12 حارسا وتمت الموافقة الامنية لتشغيلهم, لكن الازمة المالية تعوق تعيينهم، واطالب المسئولين باستثناء سرابيط الخادم وتعيينهم, والخطورة الحقيقية على سرابيط الخادم تأتي من عوامل التجوية من رياح ومطر ورطوبة,لذلك يجب البدء بالمشروع العاجل للانقاذ لتقليل مخاطر تلك العوامل. ولدينا خطة جار عرضها على وزير الآثار بتحويل المبنى الادارى بسرابيط الخادم الى مركز للبحوث الأثرية بجنوب سيناء, ويخصص لدراسة اللغة والتعدين فى مصر القديمة وعلاقات مصر بالشرق, على أن تقوم وزارة الآثار بعمل بروتوكولات تعاون مع الجامعات والمعاهد العلمية لاستغلال المبنى وتعظيم الاستفاده منه، كذلك هناك مقترح اخر بجانب تلك الخطة مفاده أن نقدم خدمات ثقافية وتعليمية للمجتمع المحلى من خلال المبنى، والأمر يتطلب استكمال تجهيزه وإنشاء مكتبة متخصصة للتراث السيناوى وتاريخ سيناء بجانب تأسيس قاعة الاجتماعات. *ماذا عن معبد حتحور والتحديات التي تواجهه؟ **معبد حتحور بسرابيط الخادم هو كرنك سيناء وقد استمرت أعمال التشييد والإضافات بالمعبد طوال عصر الدولتين الوسطى والحديثة، ومشيد على مساحة 30× 80 متر وبه مقصورة لحتحور محفورة داخل صخر الجبل,ويعد المعبد سجلا للتاريخ المصرى القديم بسيناء وبه كثير من المعلومات التاريخية خصوصا حول علاقات مصر بالشرق. وهذا الأثر الفريد هو الأهم فى سيناء قاطبة,مع كونه مقصدا سياحيا مهما يحتاج للتنمية، ويعانى من عوامل التجوية كالحرارة والرطوبة وأشعة الشمس، خاصة أنه مشيد من نوع غير جيد من الحجر الرملى النوبى، وقد تأثر كثيرا ويحتاج الى مشروع كبير لإنقاذه. * وما أبرز محاور هذا المشروع؟ **دراسة وافيه للمعبد بجانب الدراسات السابقة من فريق العمل قبل الشروع فى العمل، وتوثيق وتسجيل للنقوش الأثرية والأحجار والتخطيط المعمارى, وتنظيف المعبد وعمل حفائر علمية داخله وتجميع الأحجار المتناثرة من حطام صروح وجدران ولوحات المعبد. كذلك دراسة الأحجار بواسطة أثريين ومتخصصين فى اللغة المصرية القديمة ومعماريين وتقنيين فى علوم الحاسب تمهيدا لإعادة تجميعها ومن ثم إعادة بناء المعبد، وإجراء عمليات ترميم دقيق وترميم معمارى للوحات والمنشآت داخل المعبد مع إزالة الاستكمالات السابقة وعمل استكمالات جديدة بتقنيات ووسائل ومواد أفضل, استكمال بناء السور حول المعبد وزيادة ارتفاعة كى يحمى المعبد من دوامات الرياح اعلى الجبل. وقد طالبت ب 600 ألف جنيه وهو مبلغ قليل للأعمال المطلوبة, لكن علينا ان نعلم ان هناك كثير ممن تطوعوا للعمل بالمشروع من شباب وزارة الاثار,كما ان هذ المبلغ هو نصف المخصص للأثار المصرية بسيناء من ميزانية التنمية, والنصف الاخر لمشروعات اخرى واعمال بشمال سيناء,ونحن نعلم الازمة المالية التى تمر بها وزارة الاثار, وسيستغرق المشروع من ثلاث الى خمس سنوات. * وماذا عن نصيب المنطقة من الزيارات؟ **للأسف الشديد الأحداث التى اعقبت يناير 2011 أثرت سلبا على كل اثار مصر وليس سرابيط الخادم، خاصة من حيث قلة موارد الوزارة، وسرابيط الخادم تقريبا لا توجد بها سياحة سوى بعض الشباب المصرى,ولا توجد سياحة أجنبية فتوقفت كل خطط التطوير. *ما الأهمية التاريخية للآثار الموجودة في سرابيط الخادم؟ **منطقة آثار سرابيط الخادم تضم أهم أثر فرعونى فى سيناء وهو معبد حتحور,حيث تم تشييده في زمن الدولة الوسطى قبل أكثر من 4000 عام، ووضع لبنته الأولى أمنمحات الاول وشيده سنوسرت الأول واستمرت الإضافات به طوال عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة,ويقع المعبد وسط مغارات الفيروز فوق مستوى سطح البحر,ومشيد من الحجر الرملى النوبى من نفس الجبل,ويضم صالات واعمده ولوحات وله مدخلان, كرس لعبادة حتحور سيدة التركواز ربة سيناء. وتنتشر حول المعبد مغارات استخراج الفيروز وهو حجر نصف كريم استخدم فى عمل الحلى من عصر ما قبل الاسرات بمصر, وتوجد بسرابيط الخادم اكثر من 28 مغارة لاستخراج الفيروزوبعض المغارات تحتوى على نقوش مصرية قديمة ونقوش سيناوية. كما توجد منطقة روض العير حيث تنتشر بها النقوش الصخرية لنصوص تسجل بعثات التعدين الملكية معظمها من الدولة الوسطى وبعضها من الدولة الحديثة,كما تشتهر روض العير بوجود مناظر متعددة لمراكب, بجانب مناظر لحيوانات مثل الوعول والزراف ونعامة.