من أزمة إلى أزمة، بدأت بطائرة جدة، وانتقلت إلى دكا، مرورا بنيويورك، ووصولا إلى كوالالمبور، تختصر الخطوط الجوية الكويتية معالم أزمتها التي لامست في أقل من أسبوعين حدود كوارث كادت تودي بحياة المئات من المسافرين، وتسببت بإدراج "الطائر الأزرق" في ذيل قائمة وسائل النقل الجوي المعتمدة. وبعد طائرة رحلة الرعب التي كانت متجهة إلى جدة وغيرت وجهتها إلى مطارالمدينة المنورة نظرا لتوقف أحد محركاتها، بدأ مسلسل تراجع "الكويتية" يواصل حلقاته بين الحين والآخر، وكان آخرها تعرض طائرة الخطوط الجوية الكويتية رحلة رقم 117 وعدد ركابها 203 والمتجهة إلى نيويورك صباح أمس الأول، الاثنين، لخلل فني في أحد محركاتها نتيجة ارتطام طائر بأحد محركاتها، مما اضطر كابتن الرحلة إلى الهبوط في مطار فرانكفورت بدلا من مطار نيويورك وإنزال كل الركاب وغالبيتهم من الأجانب، إضافة إلى 30 راكبا من المواطنين لحين إصلاح العطل الفني ومواصلة رحلتها. إزاء هذه التحديات، كشفت مصادر حكومية متابعة أن مجلس الوزراء الكويتى قد يصدر في جلسته المتوقعة غدا، الأربعاء، قرارا بوقف 50 في المائة من أسطول المؤسسة وإصدار قرار للإسراع في تطبيق قانون خصخصة المؤسسة الذي وقف في وجهه سابقا عدد من النواب فى مجلس الأمة وآخرون من نواب الصوت العالي ومن معرقلي مشاريع التنمية. وأشارت المصادر، فى تصريح لصحيفة "السياسة"، إلى مسئولية مباشرة لاطراف في مجالس الأمة السابقة وقفت عائقا في وجه كل مشاريع تطوير الخطوط الكويتية منذ العام 2004 حتى اليوم، في إشارة غير مباشرة إلى أعضاء "العمل الشعبي" ونواب الصوت العالي الذين عارضوا الحسابات الختامية للمؤسسة وأفشلوا صفقة شراء 19 طائرة من "الافكو" عام 2007. وأشارت مؤسسة الخطوط الكويتية، في بيان حول أسباب أزمتها، إلى عدم تعاون كل الأطراف لا سيما مجلس الأمة في تقديم أي دعم للمؤسسة وفق خطتها للربحية المعدة عام 2004، إذ أوقف مجلس الأمة اعتماد الحسابات الختامية للمؤسسة اعتبارا من عام 2004 - 2005 وحتى تاريخه والتي تبلغ 460 مليون دينار، الأمر الذي أوقف تحديث الأسطول المكون من 17 طائرة، وتسببت المعارضة النيابية في إلغاء صفقة شراء 19 طائرة من شركة "ألافكو" عام 2007 من قبل الحكومة في ذلك الوقت، الأمر الذي أوصل الوضع إلى ما هو عليه الآن. وتساءل البيان: "كيف يمكن لمؤسسة في قطاع حيوي وحساس مثل قطاع الطيران أن تطور من عملياتها أو تحدث من أسطولها دون توافر أو اعتماد حساباتها الختامية؟"، مشيرا إلى أن المؤسسة تعمل بأسطول مكون من 17 طائرة تعدى عمرها التشغيلي العمر الافتراضي للطائرات، واستوجب شراء طائرات جديدة أو استئجار طائرات بديلا عن المتقادم.