* وسائل الإعلام الأوروبية: تعاون "شندلر" مع وكالة الأمن القومي الأمريكية لم يكن مقبولاً * الجارديان: هجمات داعش على بروكسلوباريس ساهمت فى الإطاحة ب" شندلر" * كبير موظفى "ميركل": جهاز المخابرات الخارجية يواجه تحديات كبيرة في السنوات المقبلة * صحف ألمانية: برونو كال "خليفة" شندلر أحد المقربين من وزير المالية "فولف شويبله" قد يكون إعفاء "جيرهارد شندلر" رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية؛ مفاجئاً للبعض حسبما وصفت وسائل الاعلام الاوروبية المختلفة إلا ان المتابع للملف قد يرى الامر متوقعا، خاصة بعد تورطه فى التعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكية "ان اس ايه" في التجسس على حلفاء ألمانيا الاوروبيين، فضلا عن اخفاقاته المتكررة فى ملف تنظيم "داعش" المتطرف، لتتبوأ ألمانيا مرتبة متاخرة بعد الولاياتالمتحدة وإنجلترا وحتى فرنسا فى جمع المعلومات عن التنظيم. وأشارت وسائل الإعلام الأوروبية إلى أن الهجمات الارهابية التى نفذتها عناصر موالية لتنظيم "داعش" فى أوروبا، خاصة فى بلجيكاوفرنسا أثارت قلقا داخليًا لدى أجهزة الامن الالمانية وكشفت عن قصور وثغرات أمنية كبيرة فى التعاون بين أجهزة الاستخبارات الاوروبية. واهتمت وسائل الاعلام المختلفة باعفاء رئيس الاستخبارات الخارجية الحالي "جيرهارد شندلر" من منصبه وتعيين "رونو كال" بمنصبه. وذكرت وسائل الاعلام المحلية فى ألمانيا ان تكهنات أثيرت حول اعفاء "شندلر" من منصبه على خلفية تعرضه لضغوط العام الماضي تدفعه للاستقالة بعد أن انكشف تعاونه مع وكالة الأمن القومي الأمريكية " ان اس ايه" في التجسس على حلفاء أوروبيين من خلال قاعدة التجسس التابعة للاستخبارات الألمانية العامة بمدينة "باد أيبلينج" الألمانية. فيما ذكرت وسائل اعلام اخرى ان رئيس وكالة المخابرات الأجنبية "بي.إن.دي" يتعرض لضغوط كي يترك منصبه في الوقت الذى تواجه فيه ألمانيا تهديدا متناميا من تنظيم "داعش". من جهتها ذكرت صحيفة " الجارديان البريطانية ان السبب فى اعفاء "شندلر" من منصبه يرجع للهجوم الذى نفذته مجموعة من التابعين لداعش فى بروكسل الشهر الماضي، وفي باريس نوفمبر الماضي، وهو ما أثار التساؤلات حول الثغرات في التعاون بين أجهزة الاستخبارات الاوروبية. وأضافت الصحيفة أنه رغم ان الاراضي الالمانية لم تشهد أى هجوم كبير تنفذه مجموعات اسلامية إلا انها تدعم المقاتلين بالمناطق المحلية فى سوريا والعراق بالسلاح والدعم اللوجيستى؛ وهو ماجعلها هدفا كبيرا للمتطرفين. ووفق الجارديان فلم يتسن الحصول على تعليق بخصوص اعفاء " شندلر" من منصبه سواء من الحكومة الالمانية او من جهاز الاستخبارات الالمانية، الا ان "بيتر ألتماير" وزير شئون ديوان المستشارية وكبير موظفي مكتب المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" دعا لندوة توضيحية تحضرها وسائل الاعلام المختلفة للاعلان عن تفاصيل هذا التغير الذى يعد خطوة مفاجئة لقيادة الاستخبارات الألمانية. وأضاف "التماير" في بيان مقتضب أن شيندلر الذي تولى رئاسة الجهاز منذ 2012 ولم يكن من المنتظر أن يتقاعد قبل عام 2018 سيترك منصبه وسيحل محله "برونو كال" المسئول بوزارة المالية عن الخصخصة والعقارات المملوكة للحكومة اعتبارا من الأول من يوليو. وأضاف: "جهاز المخابرات الخارجية يواجه تحديات كبيرة في السنوات المقبلة فيما يتعلق بجميع مناحي عمله"، موضحا ان تلك التحديات تشمل تطور مهمته في ضوء التحديات الأمنية المتغيرة وتحديث الجهاز على المستوي الفني وعلى مستوى العاملين والعواقب المؤسسية والقانونية الناتجة عن تحقيق برلماني في فضيحة تنصت تتعلق بوكالة الأمن القومي الأمريكية ونقل أجزاء كبيرة من الجهاز من "بولاخ" إلى "برلين". في الوقت نفسه ذكرت مصادر من داخل جهاز الاستخبارات أنه تعرض لمشكلات صحية في الشهور الأخيرة. على جانب آخر ذكرت صحف محلية وبينها " زود دويتشه تسايتونج"، إضافة إلى المحطات التليفزيونية وبينها "ان دي ار" أن الوزير الذى من المتوقع ان يعقب "شاندلر" فى منصبه هو "برونوكال" أحد المقربين من وزير المالية "فولف جانج شويبله" الذى عمل سابقا كوزير للداخلية. ويترأس شيندلر البالغ من العمر 63 عاما جهاز الاستخبارات الألمانية منذ عام 2012 ؛ حيث يعمل بالجهاز نحو 6500 موظف، فيما كان من المقرر أن يتقاعد في خلال عامين. يشار إلى أن "شندلر" رفض – سابقا- التعليق على الانتقادات الموجهة إلى تعاون أجهزة الأمن الألمانية خارج حدود ألمانيا مع استخبارات أجنبية مكتفياً بالقول إن التعاون في ألمانيا يسير بشكل جيد "ونحن نتعاون في ألمانيا مع أجهزة الاستخبارات والشرطة بشكل جيد ومثالي، ولاسيما فيما يتعلق بالإرهاب، وذلك في مركز المكافحة المشتركة للإرهاب في برلين".