سفيرنا السابق ب"تل أبيب": الجولان محتلة "واقعيا" قرارات مجلس الأمن ضد نتنياهو "شفهية" طارق فهمي: مجلس الأمن يصدر "قرارًا ملحقًا" ضد اسرائيل قريبا "نتنياهو" ملزم بالتنفيذ "لاغي و باطل".. هذه رسالة المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن، التي أطلقها في وجه بنيمين نتنياهو رئيس وزراء "اسرائيل" دولة الاحتلال. فقد سجل مجلس الامن اعتراضه على تصريحات "نتنياهو" التي يؤكد فيه إن هضبة الجولان السورية أراض اسرائيلية، في حين أن المجتمع الدولي بأكمله يرفض احتلال اسرائيل لهذه البقعة السورية منذ عشرات السنين. رسالة ربما تكون أقرب للنوادر ، حيث إنه لم يتخذ حتى الآن قرار دوليا يجبر اسرائيل على سحب قواتها و عناصرها فعليا من أرض الجولان. ما الذي سيتبع الموقف الذي اتخذه مجلس الأمن، هذا ما نرصده في التقرير التالي .. بهذا الصدد قال الدبلوماسي محمد عاصم، سفير مصر السابق ب"تل أبيب"، إن ادانة مجلس الأمن ورفضه كمجتمع دولي لتصريحات نتنياهو حول هضبة الجولان لن يغير واقعًا وبالتالي لا ثمن له. وأوضح "عاصم" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" إسرائيل أعلنت احتلال إسرائيل والقدس من طرف واحد قبل ذلك و المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن رفض الوضع، وكل ما ستصرح به إسرائيل في هذا المضمار سيرفضه مجلس الأمن من خلال بيانات و قرارات شفهية، بينما الأمر الواقع فهذه المناطق يزداد احتلال اسرائيل لها، ويزداد الاستيطان بها ويزداد التواجد السكاني والعسكري والنشاط الاقتصادي الاسرائيلي بها. وأشار إلى أن مثل هذه القرارات من مجلس الأمن و المجتمع الدولي يكون لها ثمن و قيمة عندما يكون هناك توازن في القوى، إلا أنه حتى الآن أحدا لا يستطيع إخراج اسرائيل من الأراضي المحتلة. في حين أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، إن مجلس الامن الدولي بصدد إصدار "قرار ملحق" ضد اسرائيل عقب الإدانة الرسمية التي وجهها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو اليوم وتصريحاته حول إن هضبة الجولان السورية هي جزء من اسرائيل. وقال "فهمي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن القرار المنتظر يحمل رفضا دوليا لسياسة تغيير الواقع التي يسعى "نتنياهو" لفرضها، و يؤكد على الإبقاء على اعتبار اسرائيل "دولة احتلال" تمارس هيمنتها على أراض ليست من حقها، وستكون هذه الحقيقة المعترف بها أمام القانون الدولي. وأشار إلى أن هذا القرار المرتقب سيكون ملزمًا لإسرائيل، وليس من حقها "المماطلة" بشأنه. "مجلس الأمن" انتقد اعضاء مجلس الأمن الدولى بيان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضى بشأن عقد اجتماع لمجلس وزرائه فى هضبة الجولان حسبما ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الأربعاء. وأفادت الصحيفة –فى نبأ لها بثته على موقعها الالكتروني- أن مجلس الأمن الدولى رفض بشدة تصريحات نتنياهو بأن هضبة الجولان سوف تبقى دوما تحت سيطرة إسرائيل. من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا – نقلته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية- أكدت فيه أن انتقادات مجلس الأمن الدولى فى هذا الصدد تتجاهل حقيقة الأوضاع فى سوريا. وتساءل البيان عن الجهة التى من المفروض أن تتفاوض معها إسرائيل بشأن مستقبل الجولان، هل هى تنظيم القاعدة أو داعش أو حزب الله أم إيران والقوات السورية التى قتلت الآلاف من الأبرياء، وفقا لما جاء فى البيان. وأضاف البيان: " أنه فى ضوء الحرب المشتعلة فى سوريا وانعدام الأمن والاستقرار فى مرتفعات الجولات فإن الدعوات المطروحة بشأن مغادرة القوات الإسرائيلية من الجولان تعتبر غير معقولة". وفى سياق متصل، نقل راديو "صوت إسرائيل" اليوم عن مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة دانى دانون قوله "إن عقد الجلسة هو تجاهل مطلق للواقع فى الشرق الأوسط " وقد احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان فى حرب عام 1967، قبل أن تعلن ضمها فى عام 1981 فى خطوة لم تنل اعترافا دوليا حتى اليوم.