قال الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى، إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، والتى ينتظرهاالشعب المصرى هى توثيق للعلاقات المصرية السعودية التى تتسم بالشمول والقوة والاستمرارية وهى علاقات فريدة بفضل المكانة والعلاقات الكبيرة التى يتمتع بها البلدين عربيا ودوليا. وأوضح شهاب، أن واقع الأمر بين البلدين يبين أنهما قطبا التعاون فى العالمين العربى والإسلامىين، إضافة إلى ما بينهما من تشابه، ومعالجتهم للعديد من القضايا وفى مقدمتها القضية الفلسطينية. وأضاف شهاب: لو تحدثنا عن بعض اللمحات التاريخية للعلاقات المصرية السعودية على مر تاريخ الدولة السعودية الحديثة لوجدنا أنه فى عام1926 عقدت معاهدة الصداقة بين مصر والسعودية، والتى تم على أساسها إنجاز العديد من المشروعات، ومساهمتهما فى دفع الدول العربية المستقلة بعد الحرب العالمية لإبرام ميثاق جامعة الدول العربية، وإتفاقية الدفاع العربى المشترك، وفى عام 1946 زيارة الملك عبدالعزيز الى مصر لتأكيد المصالح المشتركة بين البلدين . وأستطرد حديثه قال أنه فى أوائل الخمسينيات، وقفت السعودية الى جانب مصر للمطالبة برحيل الإحتلال البريطانى عن مصر، وفى عام 1956 ظهرت أصالة المملكة العربية السعودية وقدمت لمصر دعما ماليا كبيرا لتعويض سحب أمريكا تمويل مشروع السد العالى، كما أن الطائرات المصرية لم تجد ملجا غير السعودية للإختباء من الغارات التى شنها العدو على المطارات المصرية . وأشار شهاب- خلال كلمه فى ندوة تطور العلاقات المصرية السعودية التى تنظمها جمعية الصداقة المصرية السعودية- الى أن الملك سلمان والملك فهد بن عبدالعزيز وقفا جانب المصرين على الجبهة لصد العدوان الثلاثى على مصر، كما قرر الملك فيصل وقف تصدير البترول للدول الداعمة للعدوان الإسرائيلى على مصر، وقدومه للقاهرة لتهنئة المصرين فى الشوارع بعد الحرب. وأضاف أستاذ القانون الدولى أنه بعد ثورة 30 يونيو وقفت المملكة جانب مصر فأعلن الملك عبدالله رفضه للتدخل الأمريكى فى شأن مصر، وأعلن للرئيس الأمريكى أن العلاقات السعودية الأمريكية ستكون فى خطر إذا لم تتوقف أمريكا عن حملتها الدعائية ضد مصر، إضافة الى كلمته بأن المساس بأمن مصر هو مساس بأمن السعودية. مبينا أن التاريخ اثبت أنه كلما كانت القاهرة والرياض ودمشق أقويا فالأمة مازالت بخير، وإذا ضعف أحد زوايا هذا المثلث فالأخرين عليهما دور كبير فى إعادة إصلاحه وعدم تمكين من يحاول النيل من الضلع الثالث وهذا من أسباب الزيارة.