تعيش مصر حالة من الحراك السياسى الجديد على الشارع السياسي المصري بعد فوز أول رئيس مدنى انتخبه الشعب ليقود البلاد نحو التطور والتنمية وهو الدكتور محمد مرسى ولكن المثير للإعجاب أن الشارع ينتظر أداء وسياسات الرئيس وقراراته بكل شوق ومحبة وبدأت الأصوات تتعالى لتكوين مجموعات تراقب وتقييم أداء الرئيس فى محاولة جادة محترمة فى أن يكون الشعب رقيباً على الحاكم لأن الشعب مصدر السلطان وهو السلطة الفعلية فى الشارع المصرى وهو القادر على اختيار رئيسه وتقويمه ونقده من أجل بناء مصر الحديثة . على أرض الواقع الرقابة الشعبية على الرئيس جديدة فى مصر والعالم العربي ولاتوجد لها سوابق تاريخية أن أفراد الشعب يكونون صفحات ومجموعات هدفها تقييم أداء الرئيس ومراقبة سياساته وقراراته وتوجيه النصح والإرشاد له ولكنها مشاركة حقيقية من الشعب فى بناء مصر وتعكس وعى وإصرار المصريين على مشاركة الرئيس فى إدارة شئون البلاد عبر النصح والإرشاد والنقد البناء لأن الحاكم إذا لم تقييم سياساتة وتنتقد قراراتة يسير على درب صناعة الفرعون التى لانتمنى عودتها لمصر مرة أخرى فالرئيس واحد من الناس اختاروه ليعبر عنهم ويحقق أحلامهم وهم رقباء عليه بشرعية أصواتهم التى جعلته رئيسأ لمصر . الشعب مصدر السلطات طبقاً للقانون والدستور والرقابة الشعبية حق لكل مواطن ولكن الأهم هو كيفية إنشاء كيانات قوية فعلية قانونية وليست مجرد صفحات عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى ونريد أن نؤسس جمعيات أهلية وشركات هدفها دراسة وتقييم كل قرارات الرئيس ورؤية الخبراء والمواطنين لها وهل هذه تصب فى مصلحة مصر أم تتعارض مع مستقبل مصر ورؤيتها الاستراتيجية للمستقبل . نتمنى أن تكون الرقابة الشعبية حيادية تعتمد على النقد البناء الواقعى المبنى على أسس علمية فى تقييم ونقد القرارات وليس مجرد تصيد أخطاء الرئيس من أجل محاربته والقضاء على مشروعة الرئاسى وهنا يجب أن نقف حول الجهات التى سوف تهتم بالرقابة الشعبية على الرئيس وهل ستظل حركات فردية تعتمد على أشخاص وهنا أعتقد الحيادية صعبة لأنها ستعتمد على رؤي ومشارب هؤلاء الأشخاص وتوجهاتهم السياسية والحزبية وهنا يجب أن ندعم جميعا تكوين هيئات وجمعيات مستقلة هدفها الرقابة الشعبية الحقيقية مع توضيحها تمويلها ورؤيتها عبر ضوابط محددة تنشرها قبل البدء فى عمل دراسات وندوات حول الرئيس وإدارته لمصر . الرقابة الشعبية جديدة على الشارع المصري وهنا يجب أن يدعمها الإعلام بشكل قوى عبر نشر فكر العمل الرقابى الشعبى وإستضافة رموزه ودعاته والترويج له مما يخلق حالة شعبية تسعى لمعاونة الرئيس عبر مجلس أعلى للرقابة الشعبية يضم كل الهيئات والمؤسسات والأفراد لأن الرقابة الشعبية عمل تنموى حقيقي يشارك الرئيس فى قراراته ويوضح كل شئ للشعب بحيادية وعدل . أتمنى وأطمح فى توحيد كل الأفكار والجهود فى الدعوة لنشر فكر الرقابة الشعبية فى مصر وتوحيد كافة الجهود لإنشاء مجلس أعلى للرقابة الشعبية فهو إحدى الوسائل المشروعة فى المشاركة الحقيقية للشعب مع رئيسه ويمكن أن تتطور الرقابة الشعبية لتشمل الحكومة والمحافظين ورؤساء الهيئات المختلفة والهدف من ذلك نشر ثقافة الشفافية والوضوح ومكافحة كل أشكال التسلط والفردية فى اتخاذ القرارات ومحاربة الفساد المنتشر فى كافة مؤسسات الدولة العميقة والتى تحتاج لرقابة الشعب من أجل بناء مؤسسات قوية وأيضا الإجماع الشعبى حول هذه القرارات ومشاركة الشعب للرئيس فى تنفيذها وأعلم أن المشروع كبير ولكنه يحتاج منا جميعا التكاتف حول مشروع الرقابة الشعبية ونتمنى من الرئيس أن يساهم معنا فى ذلك عبر إنشاء هيئة للرقابة الشعبية أو أن تكون إحدى وحدات رئاسة الجمهوريةو أن يتقبل نقد الشعب له لنشارك فى بناء مصر الحديثة .