«الكذب» لدى الاطفال مشكلة تواجه الكثير من الأباء ويحاولون دائما بشتى الطرق تعويد الطفل الذي يكذب على الصدق، والكذب فى الإصطلاح المتعارف عليه هو الإخبار بالشىء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمداً أو خطأ، أمام الكذب فى علم النفس فيأتي بمعنى «lie» وهي استجابة انفعالية يحاول الفرد عن طريقها استبعاد مصادر إدانته أو شعوره بالذنب فى حالة قوله الحقيقة. وعرف كذلك «الكذب» أنه القول الذي لا يطابق الواقع مع تعمد الشخص الذي يكذب تضليل الآخرين أو يقصد إخفاء الحقيقة لأي سبب من الأسباب، وكذلك يعرف بالجاذبية الاجتماعية وهو ما يسمى ب «التأنين الواجهي» أي الشخص يميل إلى تقديم نفسه فى صورة مقبولة اجتماعياً. ومن خلال أفكار ذكية وفعالة يمكننا أن نعود الأطفال على الصدق فى حياتهم ومنها ما أقترحه الحاضرون فى ورشة لكذب الأطفال وهي : 1- منع الطفل من شراء الأشياء الغالية أو التي يرغب فيها وأن نربط رفضنا لشراء ما يريد بسبب كذبه. 2- أن نجعل الطفل كلما كذب يتصدق بصدقة على الفقراء من مصروفه الخاص، فيكون بهذه الطريقة قد دربناه على القيام بشىء إيجابي يحاته كلما عمل شيئا سلبيا أو خطأ. 3- الثالثة فكرة فكاهية وهي أن نحضر مجموعة صور شخصيه للطفل أو للعائلة وكلما كذب علقنا أحدي الصور بغرفته بشكل مقلوب فيكون بذلك حافزا له على عدم الكذب مرة أخرى. 4- والرابعة وهي فكرة غريبة أن نقوم بتلوين يد الطفل أو نصبغ أظفره كلما كذب. 5- قال احد الحضور أن والدته كانت تضع الفلفل فى فمه عندما يكذب على منهج الأولين فى التربية، وعلقت إحدى الحاضرات قائلة إن والدتها كانت تهددها بوضع الكركم بفهما إذا كذبت ولأنها كانت تحب لا تحب طعمه صارت تتحدث بصدق. 6- أن نخصص للكاذب ملابس بلون معين كقميص أحمر أو ثوب أصفر يرتديه كلما كذب، فتكون علامة له ولأشقائه بأنه أخطاء، ويسمي هذا القميص ب «قميص الكذب» وأقترح البعض أن يكون القميص خشنا. 7- أن نقص من شعره قليلا عندما يكذب فيخاف من قص الشعر ويتوقف عن الكذب. 8- لعبة الكؤوس الملونة، وهي أن نضع كأسا ملونة بالصالة وكلما كذب واعتذر تعدل الكأس فتكون حافزا للطفل على ترك الكذب. 9- أن يكون لدينا صافرة مزعجة فى المنزل وكلما كذب الطفل قمنا باستخدام الصافرة بصوت عالي. 10- أن يكون لدينا علبة فيها حلويات نزيدها كلما كان الطفل صادقا فى حديثه. 11- أن يتم تعليق لوجه بالغرفة فيها نجوم كثيرة وكلما كذب الطفل نقوم بطمس نجمة من اللوحة فيتحمس الطفل للمحافظة على النجوم. 12- أن يقوم بالركض كلما كذب أو يقوم بالقفز 20 مرة، أو أن يقف عند الجدار لمدة 5 دقائق. 13- فى حالة كذب الطفلة او الطفل فنجعله يشم رائحة يحبها أو يكرهها فتكون سببا فى تركه الكذب. 14- نخصص حبلا طوله نصف متر وكلما كذب ربطنا حبلا بالأخر لنري كم طول الحبل. 15- أن نجبره على الصمت بعد كل كذبة لمدة ربع ساعة أونصف ساعة عقوبة على ما فعله. وجميعها جاءت أفكار ذكية للحاضرون بالورشة عن كذب الأطفال، وغالبا يكون الخوف هو السبب الرئيسي لكذب الطفل وإذا لم يعالج الكذب وصار ملازما للطفل فأنه سيمارس معه سلوكين سلبيين وهما الغش والسرقة، وينبغي قبل أن نبدأ بالعلاج أو نتهم الطفل بالكذب أن نتأكد هل هو فعلا كذاب أم لا ؟ فقد يكون كذبه خيالا وهو ما يعتبر ليس كذباً، او انه يريد أن يعظم ذاته ويظهر بمظهر القوة فيصف نفسه بأوصاف غير صحيحة، أو انه يكذب على صديقه بالمدرسة عند الخلاف والخصومة، أو كذبه دفاعاً عن نفسه لأن والديه لا يصدقان كلامه، أو كذبه تقليدا لوالده أو والدته لأنه سمعهما يكذبان أكثر من مرة فتعلم الكذب منهما.. فلابد أن نفرق بين الكذب الطارىء والعابر وبين الكذب المرضي والمستمر، لأن الكذب العابر لا يستحق أن نقف عنده إلا بتوجيه بسيط، أما الكذب الدائم والذي تحول فيه الطفل إلى صفة الكذاب من كثرة كذبه فهذا الذي ينبغي أن يعالج من خلال الحوارمعه أولا، وتعريفه بالفرق بين الكاذب والصادق وإيجابيات وسلبيات كل سلوك منهما، وأهم خطوة علاجيه آلا نمارس العنف مع أبنائنا ونحن نعالجهم أو نوجههم، كما لا ينبغي أن نضربهم أو نستهزىء بهم. وعلينا أن نعلم أبنائنا جيدا أن الكذب لا يسمح به أبدا إلا فى 3 مواطن فقط، الأول فى الحرب لأن الحرب خدعة، والثاني للإصلاح بين المتخاصمين، والثالث للإصلاح بين الزوجين، وأن نعلمهم أنه لا يوجد كذب أبيض وآخر أسود أو يوم يخصص فى العام للكذب وإنما الكذب كله واحد سلوك سيئ. وأن معيار معرفة الإنسان هل هو صادق أم كاذب، ويقول لقمان لأبنه موجها «يا بني احذر الكذب فإنه شهي كلحم العصفور، من أكل منه لم يصبر عليه» لهذا فإن الوالدين ينبغي أن يواجها كذب طفلهما بتوجيه وحكمة دون أن يحرما طفلهما من خياله ولكن يشجعانه وينميان خياله ويحذرانه من الكذب.