قالت دار الإفتاء، إن الاحتفال بمولد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة؛ أمر مرغَّب فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التآسي بهم والسير على طريقهم. وأضافت الدار في فتوى لها، أنه ورد الأمر الشرعي بتذكُّر الأنبياء والصالحين فقال تعالى: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ» [مريم: 41]، «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى» [مريم: 51]، وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ» [مريم: 16]؛ إذ مِن المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ» [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد وأيامُ النصر. وأكدت الإفتاء، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده واحتفالا بيوم ميلاده كما سبق في حديث أبي قتادة الأنصاري في صحيح مسلم، كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفالًا بنجاة سيدنا موسى عليه السلام. وتابعت: «وقد كرم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه فقال سبحانه: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ» [مريم: 15]، وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ» [مريم: 33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسانَ بعد ذلك، فكان تذكُّره والتذكير به بابًا لشكر نعم الله تعالى على الناس. وأفادت بأنه «لا بأس مِن تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، ولا يَقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور محرمة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة». يذكر أنه يحتفل مساء اليوم، الآلاف من الصوفيين ومحبي آل البيت، باستقرار رأس سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، بمصر، ولد سيد شباب أهل الجنة -رضي الله عنه- في الثالث من شهر شعبان السنة في الرابعة من الهجرة، واستشهد في كربلاء في العاشر من المحرم سنة 61 ه.