* 64 عاما على حريق القاهرة و الفاعل "مجهول" * 700 مبنى التهمتها ألسنة اللهب في 11 ساعة * عشرات القتلى و المصابين * المجرمون استخدموا 30 سيارة لتنفيذ خطتهنم * وفقا لبعض الرويات.. الحريق يتزامن مع "حفلة الملك" حريق القاهرة الضخم، اندلع في 26 يناير 1952، أي قبل 64 سنة من الآن، وفيه شبت النيران في عدة منشآت بالعاصمة المصرية "القاهرة" خلال ساعات قليلة، والتهمت ألسنة اللهب نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة، ومازال يمثل "حريق القاهرة" أهم حادث في مصر مقيد ضد مجهول! "المأساة بالأرقام" بدأت المأساة حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا وحتى الحادية عشر مساءً، واختلفت الروايات في عدد من قتل في ذلك اليوم نتيجة الحرائق و الشغب، ولكن جمال حماد في كتابه "أسرار ثورة 23 يوليو"عدد 26 شخص قتلوا في ذلك اليوم، 13 في بنك باركليز، 9 في الترف كلوب، والباقي داخل بعض المباني والشوارع، كما دمرت النيران ما يزيد عن 700 منشأة موزعه كالاتى: التهمت النيران 700 مكان ما بين محلات وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة ، أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر آنذاك مكتبًا لشركات كبرى و117 مكتب أعمال وشقق سكنية و13 فندقًا كبيرًا مثل شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا و40 دار سينما منها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي و8 محلات ومعارض كبرى للسيارات و10 متاجر للسلاح و73 مقهى ومطعم وصالة و92 حانة و16 ناديًا ، أي أن النيران أحرقت كل المظاهر الحضارية للقاهرة وشلت كل مراكز التجارة بها . "رواية منتشرة" كما أدى الحريق إلى تشريد عدة آلاف من العاملين في المنشآت التي احترقت، وقد أجمعت المصادر الرسمية وشهود العيان آنذاك على أن الحادث كان مدبرًا وأن المجموعات التي نفذته كانت على مستوى عالٍ من التدريب والمهارة، فقد اتضح أنهم كانوا على معرفة جيدة بأسرع الوسائل لإشعال الحرائق، وأنهم كانوا على درجة عالية من الدقة والسرعة في تنفيذ العمليات التي كُلِّفوا بها. كما كانوا يحملون معهم أدوات لفتح الأبواب المغلقة ومواقد استيلين لصهر الحواجز الصلبة على النوافذ والأبواب، وقد استخدموا نحو 30 سيارة لتنفيذ عملياتهم في وقت قياسي، كما أن اختيار التوقيت يعد دليلاً آخر على مدى دقة التنظيم والتخطيط لتلك العمليات، فقد اختارت هذه العناصر بعد ظهر يوم السبت حيث تكون المكاتب والمحلات الكبرى مغلقة بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع، وتكون دور السينما مغلقة بعد الحفلة الصباحية. "حفلة الملك في نفس التوقيت" ومن بين الروايات التي تتردد في هذا الحادث، أنه في نفس التوقيت كانت هناك حفلة ملكية واتصل فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك بالملك يطلب منه الاستعانة بالجيش للسيطرة على الحريق لأن الأمر أصبح فوق طاقة الحكومة وفوق طاقة البوليس والأغرب أن حيدر باشا وزير الحربية آنذاك تلكأ في التدخل سواء بسبب الرغبة في إحراج الحكومة وترك الموقف يتفاقم أكثر من سيطرتها أو لأنه كان مشغولا في الاحتفال. جزاء!! وفي نفس ليلة الحريق قدم رئيس الوزارة "النحاس باشا" استقالته وكانت وزارة الوفد الأكبر جماهيرية حينها، ولكن الملك رفضها، واجتمع مجلس الوزراء، وقرر مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى. وتم تعيين "النحاس باشا" حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة، فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر، واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أوأكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس. "الفاعل مجهول" ويختلف المؤرخون عمن يكون وراء حريق القاهرة في ذلك اليوم، فهناك من يقول أن الملك فاروق كان وراءها ليتخلص من وزارة النحاس باشا، وبالطبع هذا كلام لايعقل ، وهناك من يقول الإنجليز وذلك للتخلص من وزارة النحاس التي ساءت علاقتها بها بعد إلغاء معاهدة 1936م ، وهناك من يقول حزب مصر الفتاة والإخوان المسلمين، ولكن لم تظهر حتي الآن أدلة مادية تدين أي طرف في إشعال هذه الحرائق، لذلك سيبقي حريق القاهرة لغزاً ينتظر الحل. والحقيقة أن الحدث كان كبيراً وحاول كل طرف أن يستغله لصالحه ضد الأطراف الأخرى، ولكن الأيام التي تلت دلت علي أن الحدث كانت له نتائج فاقت كل التوقعات وعصفت بمصالح كل الأطراف لصالح ما يريده الشعب. لكن يظل حريق القاهرة أكثر الحوادث غموضا في تاريخ مصر ولا أحد يدري حتى الآن من قام به ؟ هل رتبته قوات الاحتلال البريطاني لتوقف المقاومة ؟ أم بدأ عفويًا تلقائيًا.