قال اثنان من علماء الفلك أمس الأربعاء 20 يناير 2016، إن ثمة علامات تشير إلى وجود جسم أكبر وأبعد، ويتفق مع التعريف الحالي للكوكب، وهو التعريف الذي لا يحققه بلوتو، الكوكب القزم المستبعد من تصنيفة ككوكب كامل. وقال "ميشيل براون" أستاذ علم الفلك بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "نحن على يقين بأنه ثمة شيء هناك"، ولكن حتى الآن ما لم يفعله الخبيران براون وزميله كونستانتين باتيجين، هو العثور على الكوكب، لذا فمن السابق لأوانه أن يتم توصيف الجسم ككوكب بشكل نهائي، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وبحسب تقرير نشرته "الصحيفة الفلكية"، أشار الباحثان إلى حجج تفصيلية ترجح وجود الكوكب التاسع، حيث لاحظ العلماء وجود 6 أجرام صغيرة في الفضاء، تتحرك في مدارات بيضاوية استدلوا بها على وجود الكوكب، والمثير للاهتمام هو ما قاله العلماء إن مدارات الأجرام الستة تتحرك في نفس إطار المجموعة الشمسية، كما أن درجة ميل تلك المدارات متماثلة أيضًا، ونسبة الاحتمالية لحدوث ذلك على سبيل الصدفة هي فقط 1 من 14000، بحسب باتيجين. وأشار العلماء إلى أن الكوكب التاسع قد يكون المتسبب في جذب هذه الأجرام للتحرك في تلك المدارات، وبحسب التقديرات فإن الكوكب كبير الحجم ويبدو حجمه مماثلاً على الأقل لحجم الأرض ما لم يكن أكبر، ومن المحتمل أن تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة كوكب الأرض، وبمقارنته مع الكوكب القزم نيبتون فإنه يبلغ نحو 4500 ضعف لكتلته، كما أن له غلافاً جوياً سميكاً لكتلته الصخرية. بينما كان "بلوتو" يعد أبعد الأجرام داخل المجموعة الشمسية بمسافة تصل إلى 4.6 مليار ميل، ترجح الإحتمالات بشأن الكوكب التاسع أنه يبعد مسافة 20 مليار ميل عن الشمس، ومن المحتمل أن تكون المسافة أبعد من ذلك لتصل إلى 100 مليار ميل. كما أن التقديرات بشأن الكوكب التاسع تشير إلى أنه يستغرق نحو 10 آلاف إلى 20 ألف سنة لإكمال دورته حول الشمس، وبحسب "براون" فإنهم رصدوا عدداً من الأجسام في مداره، لكنهم لا يعرفون مكان الكوكب تحديدًا في مداره حول الشمس، وهذا ما يعتبرونه سيئاً للغاية. وأثارت رواية الباحثين ردود فعل متفقة معها من جانب متخصصين آخرين، فيقول أليساندرو موربيديلي، من مرصد كوت دازور الفلكي بفرنسا، إنه يقتنع بالإحتمال ويراهن على صحته، وأضاف "أعتقد أن السعي الآن هو من أجل العثور على هذا الكوكب". وقال "براون" إنه بدأ البحث عن الكوكب منذ عام، ويعتقد أنه سيكون قادراً على إيجاده خلال 5 سنوات، وربما أقل كما أن فلكيين آخرين من المرجح أن يساعدوا في رصد رقعة من السماء تفضي إلى العثور عليه. وتعد هذه المرة الثانية لبراون، لتغيير خريطة النظام الشمسي، ففي عام 2005 قام باكتشاف أحد الأجرام بحجم بلوتو، تم تسميته الآن "إيريس" في حلقة من الحطام الجليدي تُعرف باسم "حزام كايبر". وبعد عام ونصف تاليين، قام الاتحاد الفلكي الدولي بوضع بلوتو في فئة جديدة وهي "كوكب قزم"، حيث لم تر أجسام أخرى في مداره، وتتوالى الإشارات لوجود ما هو أبعد من بلوتو، حيث كانت أول علامة لوجود كوكب يختبئ خلف بلوتو قد اتضحت قبل عامين، وهي الإستدلال على حزام كايبر الذي يمتد خارج مدار كوكب نيبتون، ويبعد عنه نحو 2.8 مليار ميل. وكان العلماء يتوقعون أن ما يلي ذلك مساحة كبيرة فارغة، إلى أن فوجئوا بما رصده براون واثنان من زملائه الباحثين أن كتلة جليدية، ويبلغ عرضها 600 ميل تحيط بحزام كايبر، وتبعد عنه مسافة 8 مليارات ميل.