الدكتور فاروق إسماعيل : - «إبراهيم بدران» حقق إنجازات فى مجال الأبحاث ووهب حياته للعلم - «بدران» لم يقف صامتا أمام حريق تراث المجمع العلمى وتمكن من إعادة بنائه - استطاع تزويد المجمع بنسخ من الكتب المحترقة بواسطة النسخ والتوثيق - حاكم الشارقة زود المجمع بآلاف الكتب والوثائق الرسمية بدلا من المحترقة محلب : - شاهدت دموع «بدران» أثناء حريق المجمع العلمى.. وهو يردد «ده تراث 200 عام» - لم يسع إلى أى منصب وكان غير سعيد بتعيينه وزيرا للصحة - كنت أشعر أنه نور يتحرك وتميز الراحل بالإخلاص والتفانى فى العمل على جمعة مفتى الديار الأسبق : - «بدران » كان رمزا للوطنية والإنسانية وحفظ القرآن كاملا على يد عامر عثمان - «على جمعة » يهدى مكتبة تضم مليون عنون للمجمع العلمى - كان بالنسبة لى الأب والنموذج والأستاذ فى مجمع البحوث الإسلامية - مفتاح شخصية بدران كانت حب مصر والخالق وعمارة الأرض - تقبل وفاة ابنه بصبر وسكينة واحتسبه عند الله نجل الراحل يهدى مكتبة وتراث والده للمجمع العلمى..ويقول: - ظل كالشجرة المثمرة حتى آخر عمره وكان عاشقا لمصر أكد الدكتور فاروق إسماعيل رئيس المجمع العلمى، أن الدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع العلمى الراحل حقق العديد من الإنجازات فى مجال التعليم والأبحاث، ووهب حياته من أجل العلم. وقال إسماعيل، خلال حفل تأبين الراحل الدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع العلمى السابق، ان المجمع تولى رئاسته العديد من العلماء على رأسهم الدكتور محمود حافظ، ثم تولاه الدكتور إبراهيم بدران الذى استلم المبنى محترقا بالكامل. وأضاف اسماعيل، أن بدران لم يقف صامتا أمام هذا التراث المحترق وتواصل مع المجلس العسكري الذى كان يحكم البلاد برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى، وأعاد بناء المجمع عن طريق الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باسنادها لشركة المقاولون العرب التى كان يرأسها المهندس ابراهيم محلب، وتم تجهيزه بأحدث وسائل نقل المعلومات. وأوضح رئيس المجمع أن الدكتور ابراهيم بدران وأمناء المجمع عملوا على إعادة المبنى كما قام بتزويده بنسخ من جميع الكتب المحترقة، عن طريق النسخ والوثائق الرسمية للكتب والخرائط، بالتواصل مع من يقتنيها، مضيفا أن حاكم الشارقة زود المجمع بآلاف الكتب والوثائق الرسمية، بدلا من المحترقة. بكى لحريق المجمع العلمى : فيما طلب المهندس إبراهيم محلب في بداية كلمته بحفل تأبين الراحل الدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع العلمي السابق- من الحضور قراءة الفاتحه علي روحه. وقال محلب، انه حينما كان يري الدكتور بدران كان يشعر بأنه نور يتحرك، ولا اجد كلمات توصف الدكتور بدران. واضاف ان بدران شخصية من طراز فريد، كان يتميز بالاخلاص والتفاني بالعمل رغم كبر سنه، وسيرته عطرة. وتابع: الدكتور بدران قال لي ذات مرة : لم أسع إلي أي منصب، وكان غير سعيد بتعينه وزيرا بالصحة، وقال لي انه ذهب في يوم من الأيام الي سيدة فقالت له انا دعيت ليك بالصحة مش تبقي وزير صحة". واستطرد محلب: بدران أحب الناس فاحبوه.. خدمهم فرفعوه، فالدكتور بدران كان وطنيا يتحمل المسؤولية ويتميز بحسن الخلق، وكان يحب عمله للغاية لدرجة اني شاهدت دموعه وقت حريق المجمع العلمي، وظل يردد عبارة "ده تراث 200 سنه"، وعادت له الابتسامة بعد ترميم المجمع العلمي . مليون عنوان : قال الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق إن الراحل «إبراهيم بدران» رحمه الله كان يجمع بين قلب صاف يعبد الله سبحانه وبين همة لا تعرف الملل فى عمارة الأرض، فكان معمرا فى الأرض ومزكيا للنفس وعابدا لله . وأضاف على جمعة خلال الحفل الذى أقامه المجمع العلمى لتأبين الدكتور الراحل «إبراهيم بدران» رئيس المجمع السابق، أن الراحل كان نموذجا فى حياته وبعد وفاته، وأنه كان يحب أن يتعلم الأشياء من بدايتها حتى فى الطب، وفعل ذلك فى مجال الدين والفكر والثقافة والعلم والحياة فنجح وعمر الدنيا . وأضاف جمعة أن الراحل كان يحكى له عن بعض المواقف التى حدثت له فى لندن عام 1948، وقال جمعة ولدت بعد هذا التاريخ ب 4 سنوات، فكان بالنسبة لى الأب والأستاذ والمثال والنموذج . وأوضح أنه عندما دخل الراحل طريق التدين والإيمان حفظ القرآن كاملا وأصبح يقرأ لعلماء الفقه وتعلم قراءة القرآن من الشيخ عامر بن عثمان، وعندما أراد الملك فهد جمع المصف الشريف أتى بالشيخ عامر بن عثمان الذى كان يحفظ القرءات العشر للقرآن الكريم . وعندما مرض الشيخ عامر جعله الدكتور بدران يقيم فى المستشفى الخاص به وأصبحت مستشفى بدران محل سكن الشيخ عامر ورعايته صحيا فى مصر، فكان عامر قدوة لإبراهيم بدران .. رحمهما الله تعالى . وأوضح جمعة ان مفتاح شخصية الدكتور بدران هى حب مصر، حب الخالق، وعمارة الارض، مضيفا ان ذلك مع الجانب الانسانى والعلم تكتمل صورة الدكتور ابراهيم بدران، فهو استاذى فى مجمع البحوث الإسلامية ومثال يحتذى به فى كل زمان ومكان، واتذكر سكينته وصبره على فقده ابنه رحمة الله وكيف تقبل ذلك بصدر رحب واحتسبه عند الله . وفى نهاية حديثه أهدى مفتى الديار المصرية الأسبق مكتبة تضم مليون عنوان خاصة به إلى المجمع العلمى . مكتبة «بدارن» هدية للمجمع : فيما قال الدكتور أحمد إبراهيم بدران، نجل الدكتور إبراهيم بدران «إننا نفتقد قدوته»، ففراقه صعب للغاية . وأضاف نجل الفقيد: الراحل متسامح طيب القلب ، وتميز بحبه الكبير لمصر التي كان يعشقها، وكان يسعى إلى رفع اسمها في كل مكان. وتابع: "كان طريقه شاقا وعسيرًا ولكن سلكه بصبره وعمله،وإيمانه وثقته في نفسه، وكان متعمقًا في علمه، متواضعًا، طيب القلب، ومحبا للفقراء، وكان يقطف من كل بستان علمًا، ولا يحصر نفسه في مجال بعينه، وظل حتى آخر يوم في عمره كالشجرة المثمرة، وترك علما ينفع الناس". وفى نهاية حديثه شكر نجل الراحل إبراهيم بدران الدكتور فاروق إسماعيل لموافقته على قبول مكتبة والده فى المجمع العلمى، حيث أهدى نجل الراحل مكتبة وتراث والده للمجمع العلمى . وكان المجمع العلمى قد نظم مساء اليوم الإثنين حفل تأبين للدكتور إبراهيم بدران وزير الصحة الأسبق ورئيس المجمع العلمي، وذلك بمقر المجمع بحضور كبار العلماء وأعضاء المجمع وتلاميد الفقيد الراحل، وحضر حفل التأبين الدكتور فاروق إسماعيل رئيس المجمع العلمى، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، والدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، والدكتور مصطفى الفقى والدكتورة فينيس كامل وزير البحث العلمى الأسبق، والدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة الأسبق ، والدكتور احمد ابراهيم بدران نجل الفقيد، والدكتور محمد عبد الرحمن، والقارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد. والدكتور إبراهيم بدران ولد فى ال 27 من أكتوبر 1934 بالقاهرة وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة 1947 ودبلوم 1948 ودكتوراه فى الجراحة العامة 1951 وأستاذ الطب والجراحة بجامعة القاهرة، ثم عين وكيلا لكلية الطب جامعة القاهرة عام 1966، ثم نائبا لرئيس الجامعة 1974، وتم اختياره وزيرا للصحة عام 1976 ثم رئيسا لجامعة القاهرة 1978 ورئيس أكاديمة البحث العلمي 1980، وتوفى الفقيد الراحل 18 ديسمبر الماضي.