* وزير الزراعة القبرصي: * السيسي لن يسمح للبيروقراطية بتعطيل البرامج التنموية والاستثمارات * مصر ركيزة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط * قبرص بوابة مصر لتصدير المحاصيل والمنتجات الزراعية لأوروبا * استثمارات قبرصية بمصر لمعالجة المخلفات الصلبة وتحلية مياه البحر لا شك أن أمام مصر فرص كبيرة في مجالات التقنيات الزراعية والصناعات الغذائية للاستفادة من خبرات بعض دول الجوار وعلى رأسها قبرص.. هذا ما أكده وزير الزراعة والتنمية الريفية والبيئة القبرصي نيكوس كوياليس خلال زيارته لمصر هذا الأسبوع، حيث التقى عددا من المسئولين المصريين في إطار تفعيل آلية التعاون المشترك بين مصر وقبرص واليونان. وأكد نيكوس أن الرئيس السيسي أكد له خلال لقائه به أمس، الأربعاء، بقصر الاتحادية، أنه لن يسمح للبيروقراطية بأن تعطل البرامج التنموية والاستثمارية. وأكد الوزير، خلال لقائه بعدد محدود من الصحفيين، اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر والتي تشهد نقلة نوعية خلال المرحلة الراهنة وما تمثله من نموذج للتعاون بين دول البحر المتوسط المحبة للسلام، كما أكد حرص قبرص على تعزيز علاقاتها مع مصر في جميع المجالات وإطلاق مشروعات مشتركة تساهم في تفعيل ما تم التوصل إليه خلال القمة الثلاثية الماضية في أثينا. وقال الوزير إنه استعرض خلال اللقاء مع الرئيس نتائج اجتماعاته بالقاهرة مع وزراء الزراعة، والتموين، والبيئة، والتي تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في عدد من المجالات مثل المزارع السمكية ومزارع الإنتاج الحيواني، وإقامة صوب زراعية، وتطوير استخدام الطاقة الجديدة والمُتجددة، وتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف، وتعزيز التبادل التجاري في المنتجات والمحاصيل الزراعية، مضيفا أن اللقاء استمر أكثر من 45 دقيقة وظهر دعم الرئيس السيسي لهذه الأفكار وأكد له الرئيس أنه كان لابد أن تبدأ هذه المشروعات من الأمس وليس من اليوم. وتابع أن الرئيس طلب برامج زمنية محددة من الوزراء المسئولين، حيث سيقدمون خلال الأيام المقبلة جداول زمنية للمشروعات المحددة للتعاون، والتي ستبدأ العمل الفعلي نهاية الشهر الجاري، موضحا أن السيسي قال له إن القيادة السياسية سوف تدعم التعاون وتفتح الطريق أمام المزيد منه، وإنه يريد في القمة الثلاثية المقبلة في يونيو أن تكون هناك نتائج ملموسة لهذا التعاون. وكشف الوزير عن أن يوم 13 من شهر يناير الجاري سوف تجتمع الآلية الدائمة للتعاون بين الدول الثلاث في إطار متابعة نتائج قمة أثينا الأخيرة في ديسمبر الماضي، من أجل بحث وتنفيذ المشروعات المشتركة بين الدول الثلاث، وسوف يحضر ممثلون من وزارة الخارجية والوزرات المعنية والخبراء من مصر وقبرص واليونان، وقد تم الاتفاق على تبادل الزيارات بين الوزراء المعنيين خلال الأسابيع المقبلة وقيام الجانب القبرصي بإيفاد خبراء إلى مصر بهدف التوصل إلى اتفاق حول المشروعات المشتركة التي سيتم تنفيذها. وأشاد بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط بوصفها ركيزة للأمن والاستقرار، مؤكدا دعم ومساندة قبرص لجهود التنمية والاستقرار التي تقوم بها مصر، كما أكد على تطلع بلاده لتطوير التعاون القائم بين البلدين في جميع المجالات، لاسيما في ضوء ما تشهده العلاقات بينهما من تنام ملحوظ خلال الفترة الأخيرة سواء على المستوى الثنائي أو على صعيد التعاون الثلاثي مع اليونان. وقال الوزير القبرصي، خلال لقائه بعدد محدود من الصحفيين الدبلوماسيين، إن زيارته لمصر تأتي في إطار متابعة نتائج قمة أثينا الأخيرة في ديسمبر الماضي، لاسيما فيما يتعلق بتشكيل آلية دائمة للتعاون من أجل بحث وتنفيذ المشروعات المشتركة بين الدول الثلاث، حيث التقى وزراء الزراعة، والتموين، والبيئة، وناقش سبل تعزيز التعاون بين البلدين من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في عدد من المجالات مثل المزارع السمكية ومزارع الإنتاج الحيواني، وإقامة صوب زراعية، وتطوير استخدام الطاقة الجديدة والمُتجددة، وتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف، وتعزيز التبادل التجاري في المنتجات والمحاصيل الزراعية. وقد تم الاتفاق على تبادل الزيارات بين الوزراء المعنيين خلال الأسابيع المقبلة وقيام الجانب القبرصي بإيفاد خبراء إلى مصر بهدف التوصل إلى اتفاق حول المشروعات المشتركة التي سيتم تنفيذها. وشدد على أنه جاء لمصر يحمل رسالة تضامن وحب من الشعب القبرصي للشعب المصري وإدانة لكل أعمال الإرهاب الموجهة ضد المواطنين أو قوات الأمن معبرا عن امتنانه وشكره لمصر حكومة وشعبا لشعب لموقفهم الثابت الداعم للقضية القبرصية. وأضاف الوزير، خلال لقائه بعدد محدود من المحررين الدبلوماسيين، أنه نقل رسالة من الرئيس القبرصي نيكوس إناستاسيادس للرئيس السيسي مفادها تقدير "نيقوسيا" لجهوده المكثفة المبذولة من أجل استقرار مصر أولا والمنطقة بكاملها، وكذلك مساعيه للتنمية الاقتصادية لمصر وشعبها، لافتا إلى أن قبرص تعتبر مصر بمثابة العمود الفقري لاستقرار المنطقة وشريكا مهما لتقوية التعاون والاستثمار. وأوضح أنه تمت مناقشة العديد من الموضوعات مع الرئيس السيسي من خلال إطلاعه على ما تم خلال لقاءاته بمسئولين مصريين في اليوم السابق للقاء الرئيس والمدد والجداول الزمنية المقررة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما يعد البداية العملية للتعاون الوثيق الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، موضحا أن بلاده هي بوابة مصر لتصدير المحاصيل والمنتجات الزراعية لأوروبا، كما أن مصر هي بوابة قبرص للأسواق في أفريقيا والشرق الأوسط. وكشف الوزير، خلال لقائه بعدد محدود من المحررين الدبلوماسيين، عن أن لقاءاته مع الوزراء المصريين للبيئة والتموين والزراعة كشفت عن وجود الكثير من مجالات التعاون بين مصر وقبرص، ومنها الاستزراع السمكي في البحرين المتوسط والأحمر، حيث إن لبلاده خبرة كبيرة في هذا المجال، وهو ما رحب الجانب المصري بالتعاون فيه وسيتم نقل الخبرة القبرصية إلى مصر والتعاون والاستثمار المشترك في هذا المجال. واصطحب في هذه الزيارة رئيس جمعية المزارعين السمكيين في قبرص الذي عقد الكثير من اللقاءات سواء مع الباحثين أو المستثمرين للاتفاق على بعض النقاط، حيث إن آفاق الاستزراع السمكي في مصر كبيرة للغاية وستتم زراعة أنواع جديدة من الأسماك في البحر الأحمر، والتي لا تصلح للزراعة في البحر المتوسط. وأكد كوياليس أن هناك مجالا آخر للتعاون الزراعي بين مصر وقبرص هو الصوب البلاستيكية الزراعية، حيث سيبدأ التعاون في هذا المجال نهاية هذا الشهر، وكذلك في زراعة الزيتون والتعاون في مجال تربية الحيوانات. وتحدث الوزير عن نقل أنواع مختلفة وسلالات معينة من الماشية والبذور النباتية والتي ستبدأ قبل نهاية الشهر الجاري، حيث ستبدأ زيارة الخبراء والمستثمرين ورجال الأعمال المصريين لقبرص للاستثمار في هذه المجالات من زراعة أسماك وزراعة الزيتون وسلالات الماشية والبذور والصوب البلاستيكية. ونوه إلى أنه تم دراسة التربة والمياه ومن خلال تقارير المراكز البحثية في البلدين وتحليل المياه والتربة بحيث يمكن زراعة الزيتون في أكثر من مكان، وكذلك الرمان والخروب في مناطق مختلفة في الأراضي المناسبة لزراعتها فيها، خاصة أن ما يناسب قبرص قد لا يكون مناسبا لمصر وبالتالي ستكون هناك خطوات ثابتة حتى لا تحدث خيبة أمل وستتم الاستفادة من من المياه المعالجة في بعض المناطق. وتابع الوزير أن التنمية الريفية لها اهتمام واسع من الاتحاد الأوروبي ويمكن استفادة مصر من برامج الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، خاصة أن هناك فرصا كبيرة في مصر والمستثمرون يعرفون السوق المصرية جيدا، ويعلمون أن الأيدي العاملة رخيصة وأسعار الطاقة مناسبة والسوق المصرية واعدة، إلا أن الاستثمارات دائما ما تواجه بالبيروقراطية، وهو ما وعدت القيادات السياسية في البلاد الثلاثة بالتصدي له. وعن أهم التسهيلات التي لابد أن تقدمها الحكومات لتشجيع الاستثمار، قال الوزير إن تقوية خطوط المواصلات البحرية والطيران لتصدير البضائع المصرية لقبرص والعكس ضرورة حتمية. وكشف نيكوس كوياليس عن قيام رجال أعمال قبارصة بالاستثمار في معالجة المخلفات الصلبة في مصر، حيث إنها دولة لديها إنتاج ضخم من هذه المخلفات، وهو ما يسمح لرجال الأعمال القبارصة باستثمار كبير في هذا المجال من خلال القيام بالمعالجة البيولوجية أو توريد وحدات لإنتاج الطاقة من المخلفات، وهو ما تم الاتفاق عليه مع وزير البيئة. وعن التعاون في الحد من تأثيرات تغير المناخ، قال الوزير إن مصر وقبرص تعتمدان على الوقود الحفري لتوليد الطاقة، وهناك حاجة ماسة للتعاون في تقليل التلوث ودراسة مصادر أخرى للطاقة النظيفة باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر البيئة النظيفة. وعن اتفاق باريس المناخي، أكد الوزير أن مصر سوف تستفيد كثيرا من هذا الاتفاق، حيث يمكنها أن تحصل على مبالغ لتطوير البنية التحتية في مجالات الحفاظ على البيئة واستخدام الطاقة النظيفة. وأعلن الوزير عن أنه تم الاتفاق مع وزير البيئة المصري على توقيع اتفاقية لحماية البيئة البحرية من عمليات الكشف والبحث واستثمار البترول والغاز في البحر المتوسط، حيث لا يمكن لدولة أن تتحمل آثار كارثة بيئية وحدها ولابد من التعاون بين دول المنطقة في مجال حماية البيئة البحرية منها للاستفادة من ثروات البحر. وقال إنه تم الاتفاق أيضا على التعاون في مجال تحلية المياه والاستفادة من مياه الصرف المعالجة، حيث إن قبرص متقدمة في هذا المجال، حيث تعتمد فقط على مياه الأمطار وتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف وستنقل قبرص لمصر هذه الخبرات وستقام مشاريع في مصر لهذا الغرض.