قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن مسألة سحر الرسول- صلى الله عليه وسلم- محل خلاف بين العلماء. وأضافت «صالح»، خلال برنامج «فقه المرأة»، المذاع على فضائية «الحياة 2»، أن أصحاب الرأي الأول، رأوا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُسحر، واستدلوا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين». وأشارت إلى أن أصحاب الرأي الثاني رأوا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سحر، عن طريق امرأة وضعت له السحر في الطعام، ليكون غير قادر على العلاقة الزوجية. وأيدت أستاذ الفقه المقارن، الرأي الأول بأن الرسول الكريم لم يُسحر، لأنه لم يثبت دليل صحيح على ذلك، منوهة بأن آيات فك السحر من سورة «الفلق» نزلت في مكةالمكرمة، بينما الرسول سُحر في المدينةالمنورة، متسائلة: «إزاي يحصل سحر وتنزل آياته في وقت واحد». ولفتت إلى أنها تنزه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أن يمس بالضرر من أي أحد، لأن الله تعالى لا يرضى الضرر بنبيه الكريم، مستشهدة بقول الله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».