الرياضة تهذيب للنفوس وتعارف بين الشعوب قبل أن تكون لحصد الكؤوس، ولكن مع عالم الاحتراف أصبحت الرياضة المصرية صراعا بين النفوس واتباع كل السبل لجمع الفلوس، حتى ولو كانت بطرق غير شرعية ومحرمة دوليا. عفوًا الرياضة المصرية وتحديدا كرة القدم سقطت في مستنقع المنشطات والمخدرات، ولا أقول هذا الكلام لتشويه صورة السيد حمدي لاعب المقاصة بعد اتهامة في قضية الترامادول، لست محل سلطة اتهام، ولست مدافعا عن اللاعب خاصة أن القضية منظورة أمام القضاء العادل. لا نريد أن نضحك على أنفسنا، ولكن الحقيقة المرة تؤكد أن أغلب لاعبي الكرة المصرية يتناولون المنشطات وتحديدا "الترامادول" باعتباره منشطًا للجسم، ولا يجعل اللاعب يشعر بالإجهاد خلال المباراة، وللأسف أن بعض اللاعبين فضحوا زملاءهم وتبادولوا الاتهامات فيما بينهم حول تناول المنشطات، واعترفوا أن معظم لاعبي الدوري الممتاز يتعاطون الترامادول. كل الأعراف والقوانين الرياضية الدولية تحرم وتجرم المنشطات باعتبارها مخدرات تدمر الإنسان، وتناول المنشطات يعطي فاعلية وطاقة قوية مؤقتة، ولكنه مع الوقت القريب يدمر خلال الجسم؛ ولذلك تم تحريمها وتجريمها بإيقاف اللاعب المتعاطي "عامين" وإذا تناول المنشطات مرة أخرى يتم شطبه نهائيا. للأسف أن معظم لاعبينا أدمنوا الترامادول وبالتالي قد ينجرفوا إلى طريق الشيشة والمخدرات وباقي المشتقات مثل البانجو، ولا مانع من السهرات مع الحسناوات في وكر الملذات، باختصار "دوري الترامادول " يهدد الرياضة المصرية. وهناك علامات استفهام حول سقوط أغلب المنتخبات طوال الأربع سنوات الماضية في البطولات الأفريقية، وقد يرجع ذلك للمنشطات حيث يمتنع اللاعبون عن تعاطي الترامادول قبل المعسكرات الدولية خوفا من تحليل المنشطات في المباريات القارية. لا بديل عن صدور قرار فوري من اتحاد الكرة بتحليل المنشطات في مباريات الدوري، وإذا كانت التكاليف المالية تعوق إرسال العينات للتحليل في الخارج، فلابد من تدخل الدولة لدعم تحليل المنشطات والاكتفاء بقليل من العينات مرة كل شهر على عدد من المباريات بطريقة عشوائية. وأطالب مسئولي القوات المسلحة باستكمال إجراءات اعتماد معمل تحليل المنشطات حتى يأخذ الموافقات الدولية لإنقاذ الرياضة المصرية، وأطالب اتحاد الكرة بسرعة تحليل المنشطات حتى ننقذ الدوري من الترامادول والمخدرات.