"كنت هقطعله صوابعه عشان يحرم يسرق.. قيدته بالسلك الكهربائي وضربته برجل كرسي خشب وكماشة ومقصوصة لحد ما مات في إيدي".. بهذه الكلمات بدأ موظف بمركز البحوث الزراعية متهم بقتل نجله اعترافاته أمام النيابة. وقال المتهم "جاد. ع"، 50 سنة، موظف، في اعترافاته أمام المستشار أحمد ناجي، رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة، أن نجله اعتاد سرقة مبالغ مالية منه، وأنه اعتاد التعدي عليه بالضرب في محاولة منه لتقييم سلوكه ومنعه من السرقة. وأضاف المتهم أنه اكتشف اختفاء مبلغ 1300 جنيه من شقته وعلم أن نجله نادر، 14 سنة، استولى عليها كالعادة فقرر ضربه لتأديبه. وسرد المتهم بحالة من الجمود والثبات جريمته، حيث قال إنه قيد يدي وقدمي نجله بالأسلاك الكهربائية وطرحه أرضا وأحضر رجل كرسي خشب وانهال عليه بالضرب في مختلف أنحاء جسده ثم ضربه أيضا ب"كماشة" ثم استعان ب"مقصوصة" للتعدي عليه أيضا واستمر في ضربه منذ الفجر وحتى الظهر. وأشار إلى أن نجله كان يحاول التخلص منه بوعده بعدم السرقة مرة أخرى والاستغاثة بالجيران، إلا أنه استمر في ضربه حتى أصيب بحالة إعياء ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتبين من المناظرة التي أجرتها النيابة أن الجثة بها إصابات بجميع أنحاء الجسد تنوعت بين إصابات ردية وكدمات. وتبين من التحقيقات الأولية التي أجريت بإشراف المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الكلية، أن المتهم يقيم برفقة ابنه بمفردهما ونجله الآخر يقيم برفقة والدته التي تركت منزل الزوجية من فترة، وأنه اكتشف اختفاء مبلغ 1300 جنيه من المنزل وعلم بسرقة ابنه لها فقام بتقييده بسلك كهربائي وعذبه قرابة 8 ساعات حتى سمع الجيران صوت استغاثة الصبي. وباستطلاعهم الأمر اكتشفوا تعذيب والده له حتى الموت، فأغلقوا عليه باب الشقة وأبلغوا الشرطة التي حضرت وألقت القبض عليه بعد قيامه بفك قيود نجله ومحاولة تنظيف آثار الدماء من جسده، حيث قام بتحميمه وتغيير ملابسه. وتحفظت قوات الأمن بقيادة العميد طارق حمزة، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، على المتهم، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحاله اللواء مجدي عبد العال، مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، وطلبت ندب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان أسباب الوفاة.