قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه مع وصول ما يقرب من مليون لاجئ إلى ألمانيا هذا العام، تجد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نفسها فى عزلة متزايدة فى أوروبا، فضلا عن تراجع شعبيتها فى الداخل بشكل ملحوظ أكثر مما كانت أثناء أزمة اليورو فى الربيع، بسبب أزمة المهاجرين. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه حتى الآن فإن ميركل رفضت الدعوات، التى صدر أكبرها من كتلتها المحافظة، للحد من تدفق الوافدين الجدد، لافتة إلى أنه بالرغم من نفاذ أماكن الإيواء من ألمانيا إلا ان ميركل ترى أن وقف التدفق البشرى إلى البلاد أمر يتناقض مع قيم التسامح، وغير قابل للتطبيق فى بلد تصل حدوده البرية إلى آلاف الأميال، كما انه يتناقض مع التزام ألمانيا ما بعد النازية بحرية اللجوء. وذكرت نيويورك تايمز أنه على الرغم من ذلك، فإن ما تفعله ميركل وغيرها من الزعماء الأوربيون وبهدوء على مدى الأسابيع الماضية، يتمثل فى تشديد سياسة اللجوء، وتقييد عملية جمع شمل أسر اللاجئين، وتنظيم حملات لمنع الناس من السعى للجوء إلى أوروبا. فضلا عن ذلك فإن ميركل شجعت دول البلقان، وهى البلدان التى تقع على طريق المهاجرين الذى يصل شمالا من تركيا واليونان، إلى ألمانيا والسويد على منع تدفق جميع اللاجئين باستثناء السوريين والعراقيين والأفغان. وقالت الصحيفة الأمريكية إن السياسة الجديدة لتوجيه أو التقليل من تدفق اللاجئين، توجت فى اجتماع قمة الاتحاد الأوروبى، الذى ضم 28 دولة مع تركيا يوم الأحد. وأضافت نيويورك تايمز أنه فى مقابل قيامها بدوريات أفضل لحماية سواحلها على بحر إيجه مع اليونان، وتضييق الخناق على مهربى البشر فإن تركيا ستحصل على 3 مليار يورو، أيضا من أجل المساعدة فى رعاية 2.2 مليون لاجىء معظمهم من السوريين تستضيفهم حاليا . بالإضافة إلى ذلك فمن المرجح ان يواصل الاتحاد الأوروبى المفاوضات المتوقفة بشأن عضوية تركيا فى المنظمة الأوروبية، وتمديد السفر بدون تأشيرة إلى أوروبا للأتراك. وقالت نيوروك تايمز إن ميركل كانت معارضة دائمة لعضوية تركيا فى الاتحاد الأوروبى، لكن الاتفاق المتوقع مع تركيا الذى لا يزال قيد المساومة هو مقياس على مدى عملية أهداف ميركل الواقعية مهما كانت تبدوا متناقضة مع سياستها .