الأمر هنا لا يتعلق بمحاولة إقناعك بإعطاء صوتك للدكتور محمد مرسي، أو الفريق أحمد شفيق، ولكني فقط أحاول تنبيهك إلى الطريقة التي تستخدمها أطراف سياسية ضد أطراف أخرى، وتؤدي في النهاية إلى ما يمكن تسميته تزوير معلومات، أو تغييبها وتجاهلها أو التركيز على غيرها: 1- صحيح أن الفريق شفيق كان رئيس مجلس الوزراء ولم يحاول منع الاعتداء وقتل المتظاهرين في موقعة الجمل، ولم يعلن حتى رفضه واحتجاجه، وهو بالتأكيد مدان . ولكن الصحيح أيضاً أن جماعة الإخوان كانت لها أغلبية برلمانية أثناء قتل المتظاهرين أمام وزارة الداخلية، وكانوا موجودين ولم يحاولوا التصدي لقتل المتظاهرين عدة مرات أمام ماسبيرو والبالون ومحمد محمود وغيرها. 2- قال القاضي الجليل أحمد رفعت أمس أنه لا توجد أدلة حقيقية، أي أن النيابة لم تتمكن من جمع الأدلة، وكان وزير الداخلية المسئول وقتها هو محمود وجدي ومن بعده منصور العيسوي ورئيس الوزراء هو الدكتور عصام شرف، ومع ذلك لم تطلب جماعة الإخوان ولا باقي القوى التي تظاهرت أمس ضد الأحكام بمحاسبتهم. 3- موقعة الجمل بشكل عام تحظى بتركيز كبير من قبل وسائل الصحافة والإعلام، ومن قبل الكثير من القوى السياسية، حتى أنها أصبحت أيقونة سياسية، وبدون شك هي تستحق، فهي عمل وحشي غير مسبوق، ولكن هناك حوادث قتل متظاهرين مشابهة لها، في الأغلب الأعم إن لم يتم تجاهلها، فلا يتم التركيز عليها، وهي كما يعرف القارئ الكريم كثيرة، وسالت فيها دماء وسقط شهداء،ودماء المصريين حرام أياً كان القاتل. هذه أمثلة للكيفية التي يتم بها التعامل مع المعلومات والأخبار، وهدفي ليس إدانة من يوجهون ويزورون، فهذه مصالح سياسية. وليس هدفي ايضاً أن أدفع القارئ الكريم تجاه موقف سياسي محدد، ولكني هدفي الأهم هو أن نعرف، ومن بعدها يقرر من يشاء ما يشاء، وفي هذه الحالة فقد اختار دون أن يخدعه أصحاب المصالح من كل الأطراف.