صحف قطرية: الأحكام الصادرة بقضية مبارك ومعاونيه صدمت المصريين

أكدت صحيفتا العرب، والوطن القطريتان أن الأحكام الصادرة أمس بحق الرئيس المصري السابق حسني مبارك وابنيه ووزير داخليته وكبار مسؤوليه قد شكلت صدمة للعديد من شرائح الشعب المصري الذي كان ينتظر أحكاما توازي حجم تضحياته التي بذلها في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتتوازى مع حجم الفساد والظلم والاضطهاد الذي جلد المصريين بسوطه طيلة أكثر من ثلاثين عاما من حكم مبارك.
وأشارت الصحيفتان في افتتاحيتيهما اليوم إلى أن هذا الحكم قد أثار سخطا في الشارع المصري وحتى بين رجالات القانون ذلك باختصار لأن الإدانة التي طالت رئيس الدولة ووزير الداخلية كان يفترض أن تطال المتهمين الكبار في الشرطة الذين هم معنيون في الأساس ميدانيا باستصدار الأوامر المباشرة للأجهزة الأمنية التي يقع عليها التنفيذ.
فمن جانبها رأت صحيفة العرب أن الأحكام كانت مفاجئة وكانت في بعض الأحيان غريبة، فهل يعقل أن يحكم على مبارك والعادلي بالمؤبد ويبرأ كبار المسؤولين بوزارة الداخلية من أية تهمة وهم الذين كانوا يشاركون بعمليات قمع الشعب المصري.
وتساءلت الصحيفة هل يعقل أن يكون علاء وجمال مبارك اللذان أفسدا العملية السياسية في مصر وكان لهما دور سلبي في التعامل مع الثوار المصريين بل إن جمال ذاته كان أحد أبرز متهمي موقعة الجمل الشهيرة هل يعقل أن يبرأ.
وقالت العرب إن أسئلة كثيرة ستبقى برسم المحكمة التي تعاطت مع ملفات حساسة ودقيقة ومثيرة لمرحلة من أكثر مراحل مصر قتامة وظلما وفسادا.
ولفتت إلى أنه ربما يكون فعلا لم تصل أوراق كافية وشهادات تدين عددا من مسؤولي الداخلية، ولكن هذا لا يمنع من التأكيد أن هناك أطرافا لعبت على خط المحاكمة وأخفت عن قصد العديد من الوثائق المهمة التي تدين رموز النظام ورأس النظام نفسه، ولكن ذلك لم يمنع من التأكيد مرة أخرى أنه كان على المحكمة أن تراعي حساسية المرحلة التي تعيشها مصر حتى لو اضطرت إلى تأجيل النطق بالأحكام ضد عدد من كبار مسؤولي الداخلية ممن لم تكتمل أوراق التحقيق بحقهم لا أن تصدر أحكاما بناء على أوراق ووثائق ناقصة وتعقد المشهد السياسي في مصر.