تساءلت مجلة "ذا ويك" الأمريكية عن أسباب تجاهل العالم وخاصة الغرب لكارثة بيئية وإنسانية واسعة النطاق تحدث حاليًا في إندونيسيا وهي حرائق الغابات التي تعد هذا العام الأسوأ على الإطلاق. وذكرت المجلة الأمريكية - في مقال تحليلي على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - أن العالم يغض الطرف عن الحرائق التي اجتاحت منطقة في إندونيسيا بحجم ولاية نيو جيرسي الأمريكية وأسفرت - وفقًا لبعض التقديرات - عن معاناة ما يقرب من 500 ألف شخص من أمراض في الجهاز التنفسي، كما أنها تهدد حيوان إنسان الغاب المهددة بالانقراض وغيره من الحيوانات البرية النادرة. وأشارت المجلة إلى أن الضرر البيئي على المدى الطويل لا يحصى، فإندونيسيا تشكل موطنًا لبعض أكبر الغابات المطيرة في العالم، حيث يرى البعض أن أسباب الحرائق ترجع إلى قطع الأشجار بشكل غير مسؤول، فمعظم الحرائق تنشب في المستنقعات. وأوضحت "ذا ويك" أن إندونيسيا تصدر الكثير من الخشب، الثمين والزهيد، وكذلك زيت النخيل، والحكومة الإندونيسية لديها لوائح لتنظيم عملية قطع الأشجار ولكن لا يتم تطبيقها دائمًا أو يغض بعض المسؤولين الطرف عنها. ومضت المجلة تقول أنه عندما نقرأ عن بعض الكوارث الرهيبة في دول العالم الثالث، نميل إلى نسيان أن المؤسسات الاجتماعية، مثل سيادة القانون، هي أفضل من يقوم بتقليل آثار الكوارث الطبيعية، أكثر من السدود وفرق مكافحة الحرائق، لافتة إلى أن الحكومة النرويجية خصصت دعمًا يقدر بمليار دولار لتشجيع إندونيسيا على الحد من إزالة الغابات، ولكن قدمت النرويج 50 مليون دولار للحكومة الإندونيسية فقط لعدم فاعلية الأخيرة. وقالت إنه ربما أيضًا لا نسمع عن المأساة بما فيه الكفاية لأنه لا يسع إلا فعل القليل جدًا في هذه المرحلة، فالحرائق تسبب الكثير من الدخان، مما يجعل من الصعب جدًا لفرق الإطفاء الوصول إلى المناطق المهددة، وهذا يعني أنه سيكون من الصعب للغاية إخماد الحرائق التي أصبح ضخمة بشكل كبير الآن. وألمحت المجلة إلى أن تلك مناسبة جيدة للإشارة إلى أن الغرب لا يولي الاهتمام الكافي باندونيسيا، فنحن نسمع عن الاقتصاد الصيني كثيرًا، وأحيانًا عن الهند وعن روسيا، لكن إذا نظرنا إلى إندونيسيا فهي دولة فريدة من نوعها، حيث يبلغ تعدادها 235 مليون نسمة وهي مكان متنوع بشكل لا يصدق - حيث أكبر أرخبيل في العالم، تتكون من آلاف الجزر، ولديها العديد من الثقافات الفريدة، وتنوعها البيولوجي أمر يبعث على الدهشة، واقتصاد يتنامى بسرعة كبيرة، وهي بلد غالبية سكانه من المسلمين، وأكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، وفي الواقع، تعتبر إحدى الدول الديمقراطية والسلمية إلى حد كبير. واختتمت "ذا ويك" بالقول "غير أننا لا نبالي كثيرا بإندونيسيا كما نفعل حيال روسيا أو الهند أو الصين، إندونيسيا تحترق ونحن نلعب دور البكم".