قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن هناك طرحا اقترحته بريطانيا لإنشاء وحدة اتصال استراتيجي للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي خلال اجتماع مجموعة العمل المعنية باستراتيجية الاتصال بالتحالف الدولي ضد داعش والذي عقد خلال الأيام الماضية في لندن. وقال أبو زيد - في تصريح لعدد محدود من الصحفيين اليوم الثلاثاء - إن هذه الوحدة سيتمثل دورها في ربط أنشطة التحالف الدولة ضد داعش في مسألة مواجهة الفكر المتطرف والتنسيق بين الجهود المختلفة التي تقوم بها دول التحالف ويكون مركزها بريطانيا. وعما إذا كان هناك تفكير في وجود سكرتارية دائمة للتحالف.. أوضح المتحدث أن الطرح الحالي هوعبارة عن تشكيل خلية للتواصل الاستراتيجي يكون مقرها بريطانيا وتكون لها نقاط اتصال بدول المنطقة بأكملها.. مشيرا إلى أن هناك اتصالات بين دول التحالف على مدار الساعة والأمر يحتم وجود تواصل دائم ويقظة دائمة وإدراك دائم لمواجهة الفكر المتطرف. وأشار أبو زيد إلى أن مصر دورها الأساسي في التحالف هو توضيح العلاقة بين الأفكار المتطرفة والخيط الإيديولوجي الذي يجمع بينها وأهمية توسيع نطاق التحالف ضد داعش ليشمل دولا أخرى ومناطق أخرى ليس فقط سوريا والعراق، وكذلك التأكيد وأهمية الاستفادة من الخبرة والفكر والعلم الذي تتمتع به مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء في شرح صحيح الإسلام ومفهومه مع الاستمرار في الحفاظ على استقلالية المؤسستين التامة. وقال إنه لوحظ في الفترة الأخيرة أن التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها داعش تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت كوسيلة لنشر المفاهيم الفكرية الخاطئة ومحاولات التجنيد للشباب والأشخاص عبر الحدود، بالإضافة إلى نشر الرعب لدى المواطنين والمدنيين بأن لدي التنظيم القدرة التدميرية العالية جدا وثقافة نشر الرعب في الأماكن التي يدخلوها، وبالتالي فان مجموعة العمل للتحالف ضد داعش تنظر في مواجهة هذه الحملة بحملات مضادة تقوم به كل دولة في مجالها. وأضاف أبو زيد أن مصر تكتسب أهمية خاصة لوجود مؤسستي الأزهر الشريف ودار الإفتاء اللذين يلعبان دورا كبيرا في مقاومة الفكر المتطرف ونشر صحيح الإسلام ونشر الفتاوى الحقيقية التي تدعم الإسلام الوسطى ودحض الفتاوى الخارجة عن هذا الإطار والطرح الفكرى للمنظمات الإرهابية وتنظيم داعش، لكن الأزهر الشريف ودار الإفتاء مؤسستان لهما استقلاليتهما و تعملان بمنأى عن أي تحالفات وعن أى توجيه ، فهما حينما تتصدران مكافحة الفكر المتطرف تفعلان ذلك بوازع ذاتي وبمسئولية ذاتية . وكشف أن الاجتماع الأخير الذي عقد بلندن شهد لأول مرة مشاركة ممثلين عن كبرى الشركات العالمية لشركات الأنترنت وشبكات المعلومات والتواصل الاجتماعي، حيث ضم الاجتماع قيادات في "فيسبوك" و"جوجل" و"تويتر" وغيرها من الشركات العاملة في هذا المجال. وأوضح المتحدث أن الاجتماع تطرق إلى الجوانب الفنية وكيفية الاستفادة من هذه الشركات في تنفيذ هدف مقاومة هذا الفكر المتطرف من خلال أولا تقييد ومراقبة عمل التنظيمات الإرهابية على شبكات التواصل الإجتماعي ومعرفة الجوانب التقنية والفنية في كيفية النشر السريع للرسائل المضادة لتلك الرسائل، وكيفية إنشاء آلية للتنسيق والتعاون بين الحكومات وتلك الشركات بحيث إذا رأت الدولة جهة معينة أو شخص معين أو منتج معين يدعو أو يحرض على الإرهاب أو التجنيد كيف يتم التواصل والتنسيق. وقال أبو زيد إن الرسالة الإعلامية لدول التحالف يجب أن تتسع نطاقها لتشمل كل التنظيمات أوتنظيم داعش في كل المناطق وليس فقط سوريا والعراق ويشمل أيضا مقاومة الفكر المتطرف والفكر الإرهابى واحد والداعشي واحد. وأكد أن مصر تسعى لتوضيح أن داعش يجب أن يتم مقاومتها في كل المناطق وتوسيع النطاق ليشمل مسألة الفكر الإرهابي بشكل عام لإنه ينبع من مصادر واحدة والفكر الإرهابي يأتى من الحدود الفاصلة بين العنف والإرهاب، كما أن التجنيد يبدأ من مرحلة الفكر الراديكالي والمتطرف وتمر بمراحل معينة حتى تصل للإرهاب الكامل.