أقر الفقهاء أنه يشرع كتابة دعاء كفارة المجلس، على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها «فيس بوك» بعد انتهاء الحديث على -الشات-؛ لأنه مجلس يجتمع فيه حديث جماعة من الناس وقد يقع فيه بعض التجاوزات من خلال المقالات والردود. وأوضحت السنة النبوية المشرفة كيفية كفارة المسحد، فقد روى الطّبراني عن عبيد الله بنِ حصن قال: «كان الرّجلان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا التقَيا لم يفترِقا إلاّ على أن يقرأ أحدُهُما على الآخر سورةَ العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدُهُما على الآخر». ورى أبوهريرَةَ رضي الله عنه عن رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ». «رواه أبو داود، والتّرمذي - واللّفظ له -، والنّسائي، وابن حبّان في "صحيحه"، والحاكم. ووردت رواية أخرى لأبي بَرْزَةَ الأسْلمِيِّ رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقولُ بِأَخَرَةٍ إذا أرَادَ أنْ يقُومَ من المَجْلِسِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ»، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ ! إنّكَ لتقولُ قوْلًا ما كنتَ تقولُهُ فيمَا مَضَى؟ فقالَ: «كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ». وروت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: أن رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا أَوْ صَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنِ الكَلِمَاتِ؟ فقالَ: «إِنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كَانَ طَابِعًا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَإِنْ تَكَلَّمَ بِشَرٍّ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». [رواه ابن أبي الدّنيا، والنّسائي- واللّفظ لهما -، والحاكم، والبيهقيّ]. وفي حديث رابع عن كيفية كفارة المجلس، فروي عن جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَقَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ كَانَ كَالطَّابِعِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ»[رواه النّسائي، والطّبراني، ورجالهما رجال الصّحيح، والحاكم، وقال: " صحيح على شرط مسلم"].