قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن مشاركة إيران للمرة الأولى فى المحادثات الدولية بشأن سوريا، التى تنعقد فى فيينا غدا الجمعة تمثل اختبارا لإيران، وما إذا كانت ستقوم بدور بناء فى المنطقة، وكذلك فى وضع حد لحرب الأسد فى سوريا. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن قرار دعوة إيران للمشاركة فى المحادثات يعنى أن جميع اللاعبين الرئيسيين سيجلسون معا للمرة الأولى للنظر فى حل سياسى للحرب، التى قتل فيها أكثر من 250 ألف شخص، وأدت إلى تشريد ملايين آخرين وإجبارهم على الفرار من البلاد. ومع ذلك أشارت نيويورك تايمز فإن مشاركة إيران فى المحادثات التى تجرى يوم الخميس والجمعة، لا يضمن وضع حد للمعاناة الطويلة فى سوريا، لكنه فى الوقت ذاته يحسن من فرص التوصل إلى حل للأزمة. ومن المتوقع أن يشارك فى الاجتماع روسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومصر وقطر والسعودية وتركيا والإمارات. وذكرت نيويورك تايمز إن الولاياتالمتحدةوروسيا وأوروبا فشلوا فى السابق فى الوصول لنهاية للمفاوضات الجارية لإنهاء الحرب السورية، والتى اندلعت منذ عام 2011 وأدت إلى خلق حالة من الفوضى، استولى خلالها تنظيم داعش على مساحات شاسعة من الأراضى فى البلاد. وقالت الصحيفة الأمريكية إن هناك أسباب عديدة لهذا الفشل، من بينها عناد روسيا، وأيضا رفض مشاركة إيران، والتى تقدم مع روسيا الدعم الحيوى للرئيس بشار الأسد فى سوريا. وأضافت أن المجتمعين فى فيينا لن يرحبوا جميعا بمشاركة إيرن. فالسعودية لديها شكوك عميقة بشأن طموحات إيران الإقليمية، وتقول إن التفاوض مع إيران يضفى الشرعية على الحكومة، التى تمارس تأثيرات ضارة فى العراق ولبنان واليمن والبحرين وسوريا. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن السعوديون سعوا للابقاء على إيران، وهى المنافس الرئيسى إقليميا لهم، بعيدا عن مفاوضات فيينا، لكن رحلة قام بها وزير الخارجية الأمريكى كيرى للرياض ومكالمة هاتفية من أوباما للملك سلمان نجحت فى كسب موافقة المملكة. وقالت نيويورك تايمز إن السعودية تريد إقصاء الأسد عن السلطة، وإزاحة إيران من سوريا ما بعد الأسد، كما انها حاولت إقناع الرئيس بوتين بمساندة أهدافها فى مقابل عروض لمساعدة اقتصاد روسيا المتداعى، لافتة إلى ان بوتين رد بأنه يوافق على ان دور إيران فى سوريا كبير جدا، لكنه لا يستطيع أن يضمن إقصاء الأسد. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بعيدا عن السعوديون فإن جميع المفاوضين فى فيينا سيرحبون بالتقدم فى النقاش حول حل سياسى يتضمن الانتقال من حكم الرئيس الأسد لحكومة أكثر شمولية، مشيرة أنه بينما يترك الأسد الحكم فإن التغيير يجب أن يتم بعناية مع الابقاء على المؤسسات التى تساعد على إبقاء الدولة سليمة.