أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم الثلاثاء على أن التصعيد الإسرائيلي والاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف تؤدي إلى تفجير الوضع وتسيء إلى مشاعر 5ر1 مليار مسلم حول العالم، مشددا على أن السبب الرئيسي لمعظم المشاكل والتحديات التي تواجهها المنطقة هو عدم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وقال جودة – أمام المؤتمر السنوي المتوسطي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي الذي تستضيفه منطقة البحر الميت ويستمر لمدة يومين – "إنه بدون إيجاد حلول سياسية عادلة وشاملة لجميع قضايا الحل النهائي بما فيها القدس والأمن والحدود والمياه واللاجئون سنبقى محاطين بدائرة من العنف". وأضاف "إن الحل يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ، وهو ما يحقق الأمن لكل دول وشعوب المنطقة ، وهذا مضمون في مبادرة السلام العربية". وشدد جودة على أن الأردن طرف وليس وسيطا أو مراقبا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لأن جميع قضايا الحل النهائي ترتبط بمصالح أردنية حيوية..مشيرا إلى أن الأردن له دور تاريخي فيما يتعلق بالقدس والملك عبدالله الثاني هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وعلى صعيد الإرهاب، دعا جودة إلى أهمية البحث عن الأسباب الجذرية للإرهاب وإيجاد حلول لها ، قائلا "إننا بعكس ذلك سنفتح الباب على مصراعيه لأجندة مملوءة بالعنف والتطرف والراديكالية وخلق بيئة للتطرف". وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، أكد وزير الخارجية الأردني على موقف المملكة الثابت والمتمثل في ضرورة إيجاد حل سياسي يحفظ أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري استنادا إلى مقررات جنيف 1. وقال إن الأردنيين اليوم يتقاسمون مواردهم الشحيحة مع 4ر1 مليون سوري يشكلون 20 % من مجموع السكان في الأردن، مؤكدا على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته في مساعدة الأردن الذي يقوم بهذا الدور الإنساني المهم نيابة عن العام. ونوه بأن الأردن يدعم جهود الحكومة العراقية في حربها على الإرهاب، مشيرا إلى أن هناك خطوات ملموسة يتم اتخاذها نحو المصالحة الوطنية التي هي حجر الأساس للقضاء على الإرهاب. وقال "إن التاريخ أثبت أن أمن منطقة المتوسط مشترك وأمنها يوحدنا ولا يفرقنا"، داعيا إلى استغلال المؤتمر لتحويل التحديات إلى فرص بناء على المصالح المشتركة والبناء على الهدف المشترك لدعم الحوار وأن يكون نقطة انطلاق للتعاون بين دول المنطقة. وبدوره، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن جميع الدول في المنطقة وفي أوروبا متأثرون بتطورات الأوضاع في المنطقة ومن تداعياتها ، كاشفا عن ألمانيا سوف تستضيف هذا العام حوالي مليون لاجئ معظمهم من سوريا والدول المجاورة. وأشار شتاينماير إلى أن الشرق الأوسط يعاني حاليا من كثرة الخنادق المعقدة من أكثر وقت مضى ، ويجب وضع مفهوم أمن جديد حقيقي مشترك ، والجميع يجب يعترف بالسيادة الإقليمية للآخرين وهذا يضمن حق إسرائيلي في الوجود، مؤكدا على أن العالم يحتاج إلى تواصل بين البشر وأن تكون هناك حوارات حول الانطباعات المختلفة من أجل تجسير الخنادق الفاصلة بين البلدان. ومن ناحيتها .. أكدت سكرتير الدولة لدى وزارة الشئون الخارجية الصربية روكسانا نينتشيتش على أهمية إيجاد حل للوضع الإنساني للاجئين الذين يعبرون عبر البحر المتوسط للهروب إلى أوروبا من النزاعات والعنف. وقالت إن الأمن في أوروبا مرتبط بالأمن في منطقة الشرق الأوسط ولذلك لابد من العمل سويا لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة وأوروبا..مضيفة "يتعين على المنظمة أن تستثمر أكثر في الشراكة مع المنطقة المتوسطية كما أن المؤتمر يوفر منصة لتعزيز التعاون والحوار لمواجهة التحديات ولتحقيق الأهداف المشتركة". ويهدف المؤتمر ، الذي يستمر يومين بمشاركة ممثلي الدول ال57 الأعضاء بالمنظمة ودول من منطقة البحر المتوسط الست الشريكة والعديد من المنظمات الدولية الأخرى ، إلى مناقشة الفرص والتحديات الأمنية المشتركة في المنطقة الأورومتوسطية.