دعا وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة، يوم الأحد، إلى "أهمية إعادة مفاوضات جادة وفاعلة (بين إسرائيل والفلسطينيين) تعالج كافة قضايا الحل النهائي التي تمس مصالح أردنية حيوية". جاء ذلك خلال اجتماع لممثلي 43 دولة يمثلون دول الاتحاد من أجل المتوسط "دول أوروبا والشرق الأوسط"، والذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم، باستضافة من وزارة الخارجية الأردنية.
ويعيش نحو 2 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن الذي يسعى إلى حصولهم على حق العودة والتعويض، بخلاف المقدسات الإسلامية في القدس التي ما تزال تحت وصايته بموجب اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية الموقعة عام 1994.
وناقش المشاركون من وزارات خارجية الدول المشاركة إضافة إلى سفرائهم في الأردن عدداً من قضايا المنطقة والإقليم أبرزها عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والأوضاع الأمنية في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته الوكالة الرسمية الأردنية.
وبحسب المصدر ذاته، يعقد الاجتماع لأول مرة في الأردن كدولة من خارج دول الاتحاد الأوروبي، تقديرا واعترافا بالدور الأردني الفاعل في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط الذي يتولى الأردن رئاسته المشتركة مع الاتحاد الأوروبي منذ العام 2012.
وفي كلمته بالاجتماع، دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى "أهمية إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعالج كافة قضايا الحل النهائي التي تمس مصالح أردنية حيوية".
وقال إن "العمل جار مع دول الاتحاد لترتيب عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لدول الاتحاد من أجل المتوسط في عمان، وبذل كل الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الإقليم".
كما أكد الوزير الأردني "أهمية الالتزام بحل الدولتين (الفلسطينية الإسرائيلية) لأنه بدون ذلك لن يكون هناك أمن، والسلام كفيل بجلب الأمن ليس لإسرائيل فقط إنما لكافة دول المنطقة".
واعتبر أن "استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو سبب جذري لعدم الاستقرار الذي نراه في المنطقة وما بعد المنطقة".
وتوقفت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أواخر أبريل/ نيسان من العام الماضي، بعد استئناف دام 9 أشهر برعاية أمريكية، في أعقاب رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، والتي كانت مقررة أواخر مارس/ آذار العام الماضي، وهو ما أعقبه توقيع فلسطين على الانضمام ل15 معاهدة واتفاقية دولية، في خطوة نددت بها تل أبيب وهددت باتخاذ عقوبات ضدها.
وأكد جودة أن بلاده تؤكد دوماً على ضرورة الحل السياسي للوضع في سوريا والعراق، لافتاً للأعباء التي تتحملها بلاده جراء موجة اللجوء السوري للأردن منذ انطلاقة الأزمة السورية في مارس/ آذار 2011.
ويناقش المشاركون على مدار يومي الاجتماع محاور: عملية السلام والتطورات في المنطقة، والإستراتيجية الوطنية الأردنية والإجراءات لمكافحة التطرف ومسألة اللاجئين السوريين في الأردن، وخطة الاستجابة الأردنية للتعامل مع أعباء استضافة اللاجئين، وسياسة الجوار الأوروبي، والتحضير لمؤتمري الاتحاد حول الطاقة والتجارة، والمشاريع التي تتعلق بالتعاون الإقليمي بين دول البحر الأبيض المتوسط.
وأعلن عن انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط في باريس عام 2008 بحضور ممثلين عن 43 دولة حيث يضم الاتحاد من أجل المتوسط الدول ال 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، فضلا عن 15 بلدا متوسطيا، كما تشارك جامعة الدول العربية في كافة الاجتماعات بالإضافة إلى الأردن ولبنان وفلسطين والجزائر ومصر والمغرب وتونس وموريتانيا وتركيا والبوسنة والهرسك وموناكو وألبانيا وإسرائيل ومونتينجر وسوريا (عضوية معلقة) وليبيا (عضو مراقب).