أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة وتطلعات شعوبها إلى العيش بحرية وكرامة وأمان لم تعد تسمح بمزيد من التأجيل أو الفشل في التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين . وشدد الملك عبد الله الثاني - خلال لقائه اليوم "الأربعاء" مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى الأردن - على أهمية الدور الأوروبي إلى جانب القوى الفاعلة الأخرى في المجتمع الدولي في دعم عملية السلام وصولا إلى إعادة بناء ثقة متبادلة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تمهد للعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس حل الدولتين ووفق إطار زمني واضح وأكد العاهل الأردني أن بلاده مستمرة في جهودها بالتعاون مع جميع الأطراف لإطلاق مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل . وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن الملك عبد الله الثاني تناول في اللقاء التطورات المتصلة بعملية السلام في الشرق الأوسط ومجمل تطورات الأوضاع في المنطقة ، حيث أعاد التأكيد على دعم الأردن لإيجاد حل شامل للأزمة السورية يضمن وحدة الشعب السوري وسلامة أراضيه ويوقف إراقة الدماء . وأشاد في هذا الصدد بجهود دول الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في تقديم المساعدات للاجئين السوريين المتواجدين على أرض المملكة ودعم الأردن في جهوده لتوفير أفضل الخدمات الإنسانية والطبية لهم . وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أهمية العلاقات التي تربط الأردن بالاتحاد الأوروبي، مؤكدا الحرص على تعزيزها في مختلف المجالات خصوصا السياسية والاقتصادية منها. وأشاد العاهل الأردني بالدعم المستمر الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للبرامج والخطط التي يعمل الأردن على تنفيذها تحقيقا للاصلاح والتنمية المستدامة في المجالات كافة ، مشيرا إلى الفرص والامكانات العديدة المتاحة للبناء على علاقات الشراكة والتعاون الوثيقة مع دول الاتحاد بما يصب في تحقيق المصالح المشتركة للجانبين . واستعرض الملك عبد الله الثاني حزمة الإصلاحات الشاملة التي أنجزها الأردن مؤخرا، حيث أكد أن الانتخابات النيابية القادمة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري ستكون بمثابة حجر الأساس للمرحلة المقبلة من عملية الإصلاح السياسي وتعزيز النهج الديمقراطي والتي ستشهد بعد الانتخابات الانتقال إلى الحكومات البرلمانية الفاعلة . وشدد العاهل الأردني في هذا الإطار، على أن الانتخابات التي ستشرف عليها الهيئة المستقلة للانتخاب ستجري وفق أعلى معايير النزاهة والشفافية المعتمدة دوليا بوجود مراقبين دوليين وأوروبيين . وبدورهم ، أعرب سفراء الاتحاد الأوروبي عن تقديرهم لجهود الإصلاح التي يقودها العاهل الأردني وبمساعيه الموصولة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.