أسقطت تركيا طائرة بدون طيار يوم الجمعة في واقعة تسلط الضوء على مخاطر تعدد العمليات القتالية الجوية فوق سوريا في الوقت الذي بدأت فيه القوات الحكومية السورية وحلفاؤها هجوما قرب حلب مدعومة بطائرات حربية روسية. ويوسع هجوم الجيش السوري الى الجنوب من المدينة مدعوما بمقاتلين من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية حملة بدأها منذ عشرة أيام في غرب سوريا ضد المعارضة الساعية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وينسق الجيش السوري هجومه مع الطائرات العسكرية الروسية التي بدأت في 30 سبتمبر أيلول ضربات جوية لدعم الأسد الى جانب القوات الجوية السورية. ويشن تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ويضم دولا عربية وغربية غارات جوية فوق سوريا منذ أكثر من عام بينما قصفت إسرائيل أهدافا في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل أربعة أعوام. وتنتشر في المجال الجوي السوري طائرات حربية لقوى مختلفة تقوم بتنفيذ استراتيجيات عسكرية متنافسة مما يزيد من خطر اندلاع مواجهات في الجو. وقال الجيش التركي إن طائراته أسقطت طائرة بلا طيار مجهولة الهوية في المجال الجوي التركي قرب سوريا يوم الجمعة. وقال مسؤول أمريكي إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن الطائرة التي أسقطتها تركيا تابعة لروسيا بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن كل طائراتها في سوريا عادت بسلام إلى قواعدها وإن كل الطائرات بدون طيار تعمل "وفقا لما هو مخطط". وقال حلف شمال الأطلسي إن تركيا تحقق لتحديد الدولة التي تتبعها الطائرة. وذكر الجيش التركي أن الطائرة التي أسقطها واصلت التحليق على الرغم من تحذيرها ثلاث مرات بما يتماشى مع قواعد الاشتباك التركية. وقال تلفزيون (إن.تي.في) إن الطائرة دخلت لمسافة ثلاثة كيلومترات في المجال الجوي التركي. وشكت تركيا بالفعل من انتهاك المقاتلات الروسية لمجالها الجوي على الحدود مع سوريا في وقت سابق هذا الشهر. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها في وقت لاحق يوم الجمعة إنها أجرت اتصالات مباشرة مع الجيش التركي لتجنب وقوع حوادث مع الطائرات الحربية قرب الحدود. وأنشأت روسيا أيضا خطا ساخنا بين قاعدة تستخدمها قواتها الجوية في سوريا ومركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية لتنسيق الطلعات الجوية فوق سوريا. وقالت الوزارة ايضا إنها اتفقت على كل المسائل الفنية اللازمة لإبرام اتفاق مع الولاياتالمتحدة عن سلامة الطلعات الجوية فوق سوريا وإن مذكرة نهائية ستوقع قريبا. هجوم حلب واستهدفت الضربات الجوية الروسية في معظمها على ما يبدو جماعات معارضة تحظى بدعم أجنبي وليس مقاتلي الدولة الإسلامية الذين تقول موسكو إنهم هدف حملتها. وشنت المقاتلات الروسية ضربات على مناطق دعما لهجوم الجيش الى الجنوب من حلب التي تقع على بعد نحو 35 كيلومترا من الحدود التركية. ويعني الهجوم أن الجيش الآن يضغط على مقاتلي المعارضة على عدة جبهات قرب المدن السورية الرئيسية في الغرب التي ستعزز السيطرة عليها قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة حتى إذا كان شرق البلاد لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وتنقسم السيطرة على مدينة حلب التي لا يزال يسكنها مليونا شخص بين الحكومة ومقاتلي المعارضة. وكان هجوم الجمعة يستهدف على ما يبدو منطقة تقع الى الجنوب من حلب لا المدينة نفسها. ووصف مصدر عسكري حكومي كبير الهجوم قائلا "هذه هي المعركة الموعودة" مضيفا أن العمليات التي يدعمها مئات من مقاتلي حزب الله والقوات الإيرانية حققت بعض المكاسب على الأرض. وأضاف أن هذه أول مرة يشارك فيها مقاتلون إيرانيون بهذا الحجم في الصراع السوري وإن كانت أعدادهم متواضعة مقارنة بالقوات السورية. وأضاف "الأساس هو الجيش السوري." وقال مصدران إقليميان رفيعان لرويترز هذا الأسبوع إن إيران أرسلت آلاف الجنود لسوريا لدعم الهجوم الحالي في محافظة حماة واستعدادا لهجوم حلب. وتقول إيران إنها أرسلت أسلحة ومستشارين عسكريين لدعم حليفها الأسد لكنها تنفي إرسال جنود. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت قرب منطقة جبل عزان على بعد نحو 12 كيلومترا جنوبي مدينة حلب. وأضاف أن المنطقة التي يستهدفها الجيش والطائرات الروسية تقع بالقرب من طريق رئيسية تتجه جنوبا صوب العاصمة دمشق. وذكر أن الجيش استعاد السيطرة على قرية عبطين من قبضة مقاتلي المعارضة فضلا عن قاعدة لكتيبة دبابات قرب قرية السابقية. وتقع القريتان على مقربة من جبل عزان. وأصاب مقاتلو المعارضة دبابة للجيش بصاروخ تاو المضاد للدبابات أمريكي الصنع. وذكر المصدر العسكري أن معظم المقاتلين المعارضين ينتمون لجماعة أحرار الشام وجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا إلى جانب جماعتي صقور الشام وفيلق الشام. وقال قائد مجموعة أخرى تدعى كتيبة فرسان الحق المدعومة من خصوم الأسد الأجانب وتعمل تحت لواء الجيش السوري الحر إن مقاتليه أرسلوا المزيد من صواريخ تاو إلى منطقة حلب في مسعى للتصدي للهجوم. وقال فارس البيوش لرويترز إن المعركة مستمرة وإن "المقاومة" أقوى من الهجوم. ومنذ أن بدأت موسكو ضرباتها الجوية في 30 سبتمبر أيلول لدعم الأسد شن الجيش هجمات على مناطق تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا في مقدمتها مناطق في محافظات حماة وإدلب واللاذقية كانت قوات المعارضة سيطرت عليها خلال الصيف.