جاءت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية صادمة لكل أطرافها فقد شهدت تراجعاً للإسلام السياسي وتقدماً للمحسوبين على النظام السابق وإعجازاً لمرشح التيار الناصري الذي تعتبره فئة الشباب مرشح الثورة في السباق للقصر الجمهوري. وآثر الشعب المصري غير المسيس أو المنحاز لتيار ألا يمنح الرئاسة على شيك على بياض لأحد وبقي مخالفاً لكل التوقعات والمؤشرات والتحليلات التي افتقدت المصداقية نتيجة لغياب حياة حزبية مستقرة أربكت بوصلة اتجاهاتها لتأتي مؤشراتها بعيدة تماماً عن الواقع. وبقي على الساحة الإخوان والفريق أحمد شفيق والذي يمثل امتداداً شرعياً للنظام في مواجهة شديدة السخونة أو وشيكة التحالف !!.. شديدة السخونة لتوحد القوى الثورية ضد الفريق شفيق وهذا أصعب ما يواجهه مرشح الدولة القائمة على الأرض .. ووشيكة التحالف وهو الاختيار الذي أراه أقرب للواقع. التحالف الممكن الذي أراه حلاً يرضي الأطراف الواقعية على الأرض والتي تمتلك قوى تصويتية تستطيع ترجيح كفة الطرفين تحالف افتراضي متوقع في تصويت الإعادة سيكون بين الإخوان والدولة الممثلة في الفريق شفيق سيكون مبنيا على اربع أوراق تؤلم الإخوان وتهز عرشهم القائم على الانتهازية وتغليب المصلحة . الأولى: مسألة حل البرلمان التى علق الفصل فيها إلى حين هذه اللحظة التي سيتفاوض على الطاولة الطرفان. الثانية: تشكيل الحكومة الذي ستتاح للإخوان ويترك الملعب كاملاً للممارسة مشروعهم من خلاله في حالة الاتفاق على التخلي عن منصب الرئيس. الثالثة : رئاسة الوزراء وتقديم الوعود لهذا الفصيل الوطني بشغل هذا المنصب خاصة وإن اتجهت الدولة إلى الشكل الرئاسي وفق إعلان دستوري مكمل منتظر. الورقة الرابعة: المخاوف من انقلاب عسكري محتمل بعد فترة من الإخفاق بعد وصول الجماعة لسدة الحكم ومنصب الرئيس. إذن النتيجة الحقيقة لهذه الجولة الأولى من التصويت الذي أظهر حجم الأخطاء التي ارتكبها الإخوان وتسببت في انخفاض التصويت لمشروعهم تظهر أننا أمام تحالف سياسي أو اتفاق غير معلن محتمل في جولة الإعادة فإما أن يفوز الإخوان بنصيب من الكعكعة أو يفقدوا كل شيء في لحظة. وأخيراً يؤجل صناع الثورة أحلامهم بالتغيير الحقيقي إلى حين إشعار آخر أعتقد أنه لن يكون بعيداً وسيكون معتمداً على فشل الإخوان والعسكر في التوافق على مصلحة البلاد.