اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء إسرائيل بتقويض جهود الولاياتالمتحدة للوساطة من أجل السلام وقال إن العمليات الأمنية الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالقدس قد تؤدي إلى اندلاع حرب دينية. وفي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل مراسم رفع العلم الفلسطيني على مقر المنظمة الدولية في نيويورك قال عباس إن السلطة الفلسطينية لم تعد تعتبر نفسها ملزمة بالاتفاقات التي وقعتها مع إسرائيل في منتصف التسعينات. وفي تكرار لما دأبت السلطة الفلسطينية على قوله منذ ما لا يقل عن خمس سنوات قال عباس إن الاتفاقات لن تطبق ما دامت إسرائيل تدعم بناء مستوطنات للإسرائيليين في الضفة الغربية وترفض الافراج عن أسرى فلسطينيين. وقال عباس "تعلمون جميعا ان الحكومة الإسرائيلية أفشلت الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس أوباما في السنوات الماضية والتي كان آخرها الجهود التي قام بها الوزير جون كيري (وزير الخارجية) من أجل التوصل إلى اتفاق سلام عبر المفاوضات." وتعقيبا على كلمة عباس قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن خطاب الرئيس الفلسطيني "مضلل ويشجع على التحريض والفوضى في الشرق الأوسط." وأضاف "نتوقع وندعو السلطة (الفلسطينية) وزعيمها إلى التصرف بمسؤولية والاستجابة إلى اقتراح...إسرائيل بالدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدون شروط مسبقة." وقال إن عباس "لا ينوي التوصل إلى اتفاق سلام." وألقى أوباما كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثني لكنه لم يشر إلى إسرائيل أو الفلسطينيين في إغفال غير معتاد. ويسود التوتر العلاقات بين أوباما ونتنياهو. وأثنى عباس على الجهود الفرنسية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام ودعا إلى إقامة حكومة وحدة وطنية تعمل على توحيد المشهد السياسي الفلسطيني المنقسم. وقال عباس "نحن مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا.. ونسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية." وتسيطر حركة فتح التي ينتمي اليها عباس على الضفة الغربية في حين تسيطر حركة حماس على قطاع غزة. وتصنف إسرائيل والولاياتالمتحدة حركة حماس على انها منظمة إرهابية. وتصاعدت حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الأسابيع الأخيرة واتهمت الدول العربية والفلسطينيون القوات الإسرائيلية بانتهاك حرمة المسجد الأقصى. وقال عباس إن استخدام إسرائيل "للقوة الغاشمة" في المسجد الاقصى قد "يحول الصراع من سياسي إلى ديني ويفجر الأوضاع في القدس وبقية الراضي الفلسطينيةالمحتلة." ورغم ان فلسطين ليست عضوا بالأممالمتحدة فقد وافقت الجمعية العامة للمنظمة الدولية على مشروع قرار فلسطيني يسمح للدول التي تحمل صفة مراقب غير عضو أن ترفع أعلامها إلى جانب الدول ذات العضوية الكاملة. وفلسطين والفاتيكان هما الوحيدتان اللتان تحملان صفة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة. وفي عام 2012 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف فعليا بدولة فلسطينية ذات سيادة. وحاول الفلسطينيون بعدها الحصول على عضوية كاملة بالأممالمتحدة لكن محاولتهم لم تكلل بالنجاح.