التقى الرئيس/ عبد الفتاح السيسي اليوم بسكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون في مقر المنظمة بنيويورك. وصرح السفير/ علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن سكرتير عام الأممالمتحدة رحب بالرئيس، مشيداً بقيادته الحكيمة. كما وجه التهنئة للرئيس على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، مشيداً بمساهمة هذا المشروع فى تحقيق التنمية المستدامة التى تنشدها مصر والتى تتسق مع أهداف أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة التى تم إقرارها أمس بالجمعية العامة. وأوضح السكرتير العام أن مكافحة ظاهرة تغير المناخ تعد أحد الأهداف التي تتضمنها أجندة التنمية، معرباً عن ثقته في قدرة مصر، بصفتها رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، على التعبير عن الموقف الافريقي وعرض شواغل الدول الافريقية على مؤتمر اتفاقية الاممالمتحدة الاطارية لتغير المناخ بباريس في ديسمبر المقبل. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس أكد على ما توليه مصر من اهتمام للأمم المتحدة والعمل الدولي متعدد الأطراف، كما أكد الرئيس اهتمام مصر بأجندة التنمية لما بعد عام 2015، لاسيما في ضوء صياغة مصر لاستراتيجيتها التنموية الوطنية حتى عام 2030 والتي تتسق مع أجندة التنمية الدولية. وأشار الرئيس إلى اعتزام مصر استكمال جهودها في تنسيق العمل الأفريقي قبل مؤتمر تغير المناخ في باريس، من أجل التوصل إلى اتفاق متوازن يكفل توفير الدعم اللازم للدول النامية من تمويل وتكنولوجيا وبناء للقدرات حتى تتمكن من التصدي لتغير المناخ والتكيف مع تداعياته. وذكر السفير/ علاء يوسف أن اللقاء تناول مستجدات الوضع الإقليمي وسبل دفع الجهود الدولية والإقليمية للتصدي لما تواجهه المنطقة من تهديدٍ للسلم والأمن. وأشار السكرتير العام للأمم المتحدة إلى أهمية الدور المصري في إحياء عملية السلام بالشرق الأوسط وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد الرئيس أن مصر لن تدخر وسعاً من أجل حل القضية الفلسطينية، وترحب بكافة المبادرات الرامية إلى التوصل إلى سلام شامل وعادل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدسالشرقية، كما أكد الرئيس على أهمية تقديم الضمانات الكافية لإقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي باستئناف المفاوضات والتوصل إلى تسوية نهائية للقضية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يبث الأمل من جديد في نفوس الشعب الفلسطيني، ويقضى على الذرائع التي تستند إليها الجماعات الإرهابية لنشر أفكار التطرف والعنف. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على أهمية نزع فتيل الأزمات التي تموج بها المنطقة دون تأخير، وحذر من مغبة استمرار تفاقم الأوضاع لما سيرتبه ذلك من تداعيات خطيرة ليس على دول المنطقة فحسب بل على مختلف دول العالم. وأشار إلى أن أزمة اللاجئين، واتساع دائرة الإرهاب يؤكدان أهمية التحرك العاجل والفعال للتوصل إلى حلول جذرية تقضى على بؤر التطرف وتحمى الشعوب وتضمن الأمن والاستقرار وتحفظ كيانات الدول ومؤسساتها. وفي سياق متصل، أشار الرئيس إلى أن مصر تستقبل أعداداً ضخمة من اللاجئين من الدول العربية والإفريقية، ويحصلون على ذات الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين، على الرغم مما يشكله ذلك من أعباء على موازنة الدولة. وفي الشأن الليبي، عوّل سكرتير عام الأممالمتحدة على دور مصر في تسوية هذه الأزمة، من خلال دعم جهود الاممالمتحدة للتوصل إلى اتفاق يسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد أكد الرئيس أن مصر تدعم جهود مبعوث الاممالمتحدة وتؤيد الحل السياسي في ليبيا بالتوازي مع أهمية مكافحة العنف والإرهاب، ودعم المؤسسات الشرعية للدولة الليبية المتمثلة في البرلمان المنتخب الذي يتعين أن تمتد ولايته لما بعد أكتوبر القادم لحين اجراء انتخابات نزيهة وشفافة، بالإضافة إلى دعم الجيش الليبي ورفع الحظر المفروض على توريد السلاح إليه. وفي ختام اللقاء، ثمّن السكرتير العام قرار العفو الذى أصدره الرئيس مؤخراً للإفراج عن مجموعة من الشباب المحكوم عليهم. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس أن مصر تعلي من قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتضع نصب أعينها مستقبل هؤلاء الشباب، وذلك في إطار احترام الدستور والقانون، ودون افتئات على دور القضاء، منوهاً إلى أن حقوق الانسان لا تقف عن حدود الحريات السياسية والمدنية التي يتعين تنميتها وازدهارها، ولكن يجب أن تمتد أيضاً إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تنشدها شعوب المنطقة، ويتعين على الاممالمتحدة أن تقوم بدورها في مساعدة الشعوب للحصول على حقوقها التنموية.