من بين أخطاء الأنظمة السياسية والحكومات وشعوب الدول ، ومنها بلادى مصر ، أنها لا تأخذ من الماضى دروسا لعبور المستقبل ، وأنها فى كثير من قراراتها تهدم الماضى وتحفر له قبره وتهيل عليه التراب ، فى حين أن ثرى الماضى كله فوائد ويمكن استخدامه نقطة انطلاقة إيجابية نحو بناء المستقبل. وقد يكون خطأ الحكومات فى عدم قدرتها على التخطيط ورغبة كل حكومة بأن تبدأ من الصفر ، غير عابئة بأخطاء الماضى ، أو حتى إيجابياته ، وهو مايفسر أسباب دخول كل حكومة بنظام جديد حتى تم إهدار موارد الدولة فى خطط قصيرة وطويلة الأجل لم يتحقق منها خطة واحدة منذ عقود من الزمان. أما خطأ شعب بلادى مصر ، فقد يكون راجعا إلى طيبته الزائدة عن الحد ، وسماحته التى هو معروف بها ، وعفوه وقت القدرة ، فضلا عن أنهم إذا ما غضبوا يغفرون لمن أساء إليهم. وقد استغل البعض تلك السمات التى يتميز بها أبناء بلادى ، فى ممارسة مزيد من الفجور السياسى لتحقيق أهداف لم تعد خافية على القاصى والدانى ، مستغلين سماحة وطيبة المصريين للدخول عليهم بأساليب المكر والخداع معتمدين على الكذب والفجور كأساليب لكسب عطف المصريين ، فكما سبق وأن سعت جماعة الإرهاب والشيطان لكسب ود المصريين وتعاطفهم معها بعد أن ارتدت عباءة الدين الذى لايجادل فيه أحد وله خصوصيته وقدسيته فى نفوس جميع المصريين ، ونجحت بذلك فى الوصول الى السلطة ، بدأ حزب آخر هو "النور" يمارس الفجور من جديد ، لتحقيق نفس أهداف جماعة الارهاب والشيطان ، وبدلا من اللعب على وتر الدين ،يلعب على وتر اظهار العداوة لجماعة الارهاب والشيطان التى كرهها المصريون ، غير أنه مازال يلعب على أوتار لزمتها تلك الجماعة فى لحن الورع والتقوى وعمل الخير ، وهى الأوتار الاقتصادية. فبدأ النور فجوره بالحديث عن جرعات لعلاج الأمراض ، وبدأ فجوره بالحديث عن معونات غذائية ، وشوادر لطرح المواد التى يحتاجها المواطنون البسطاء، ولم يكتف بذلك بل بدأ فى جمع بيانات عن المواطنين ليمارس تزويرا فى الانتخابات القادمة وصولا الى المجلس النيابى. والنور فى فجوره يسعى لإقناع أبناء بلادى أنه حزب غير دينى ، مستندا الى قرارات القضاء الإدارى بعدم اختصاص نظر دعوى حل الحزب ، وهو ليس حكما وانما قرار اختصت به دائرة ، ليتغنى زعماء الحزب وأنصاره بكلمات الكذب بأنه حكم ودليل على أنه حزب غير دينى. ومن أسف أن الدولة تعى جيدا الأهداف الكامنة والتى يسعى اليها حزب النور ، الذى فتح ومنذ زمن اتصالاته على قوة الشر العالمية الولاياتالمتحدةالأمريكية وأنه يسعى لأن يكون بديلا لجماعة الإرهاب والشيطان التى كانت تسمى بجماعة الإخوان ، وهو يدخل فى كل تلك الطرق بالتعاون معها ولكن وفقا لخطة تظهر انه على عداء معها استكمالا لمخطط خداع المصريين. فجور حزب النور وصل الى حد أنه شارك فى الفتنة وحث على قتل النفس البشرية بغير الحق ، شأنه فى ذلك شأن جماعة الإرهاب والشيطان ، حينما اتفق من يسمون أنفسهم بالدعاة السلفيين ، فيما بينهم على حملة ضد المتشيعيين ، كانت نتيجتها قتل جماعى لنفوس مسلمة ، ليتشابه النور فى فجوره مع تلك الجماعة ولايقل عنها شيئا. ومارس النور الفجور أيضا حينما قام هؤلاء الذين يدعون أنهم دعاة بمناصرة جماعة الارهاب وقت أن قفزت على السلطة وقال احدهم انه بوصول الإخوان للحكم يكون فجر الإسلام قد ظهر فى مصر، وحينما قام بعضهم بمساندة المعتصمين فى المهندسين يوم فض اعتصام رابعة المسلح ، والكثير والكثير من الممارسات الفاجرة لحزب النور التى لم تعد خافية على كل ذى عينين ، والتى تؤكد أنه حزب ليكرر تجارب الماضى بكل مساوئها وهو مايتوجب عدم السماح له بذلك.