يديعوت أحرونوت: إسرائيل تفشل للمرة الثانية في تقديراتها عن مصر عقب حرب 73 بسبب اكتشاف حقل الغاز في المتوسط

* صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية:
* اكتشاف حقل الغاز يكشف فشل التقديرات الإسرائيلية بشأن مصر للمرة الثانية بعد حرب 1973
* تداعيات اكتشاف حقل الغاز المصري الضخم على إسرائيل تتجاوز بعدي الأمن والطاقة
* الصحيفة تدعو لإعادة النظر في قدرة الخارجية الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي كجهات تقديرات
ذكر موقع يديعوت أحرونوت (ynet) الإسرائيلي أنه بعد يوم واحد من الإعلان عن اكتشاف حقل الغاز المصري الضخم يطرح الكثير من علامات الاستفهام في إسرائيل.
ولخصت الصحيفة الإسرائيلية هذه التساؤلات وكانت أولها طبيعة ونوعية التقديرات التي أصدرتها وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي قبل شهرين فقط، حيث قدمت ورقة عمل إلى أعضاء المجلس الوزارى للشئون الأمنية والسياسية توصى بالموافقة على الخطوط العريضة للتسوية إزاء الاحتكار في مجال الغاز نظراً لاعتبارات إقليمية وجيو-سياسية ملحة. وقد كان المبرر الرئيسي هو ضرورة التوجه سريعاً لتصدير احتياطيات الغاز إلى مصر.
والسبب الثاني: هو منع إيران بعد تحررها من عبء العقوبات الدولية عن إزاحة إسرائيل والقضاء على فرصها في أن تصبح قوة عظمى من خلال إغراق مصر والمنطقة بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي، على حد قولها.
ووفقا لما ورد في ورقة وزارة الخارجية فإن إسرائيل لديها فرصة لتصبح لاعباً رئيسياً في سوق الغاز العالمي" سواء عبر مد خط أنابيب يمر تحت مياه البحر من حقل لفيتان إلى إيطاليا. ولا داعي لذكر الوضع الاقتصادي لليونان فكلمة سيئ قليلة على وصفه. وعلى أية حال فإن اليونانيين لديهم راعٍ آخر اسمه فلاديمير بوتين الذي عرض عليهم مد خط أنابيب غاز طبيعي من روسيا وحتى اليونان على نفقته الخاصة.
وأضافت الصحيفة أنه حتى فيما يتعلق بلقب "لاعب رئيسي في سوق الغاز العالمي" يبدو أن إسرائيل ستجد صعوبة في منافسة دولة عظمى في مجال الغاز والنفط مثل روسيا. وكذلك يبدو الشأن الإيطالي أيضا، والذي يمكن وصفه بأنه سيئ، لا سيما على ضوء حقيقة أن من يقف وراء اكتشاف حقل الغاز الضخم في مصر هو عضو في "ايني" الإيطالية. وقد اتصل أمس رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي برئيس الشركة لتهنئته على الاكتشاف المذهل.
لذلك، ما ينبغي أن يُقلق ليس مجرد اكتشاف حقل الغاز المصري، ولكن رأي أهل التقدير الوطنيين. فقد فشلت إسرائيل بالفعل مرة واحدة في "مفهومها عن مصر في عام 1973"، والآن يبدو أنها فشلت مرة أخرى لأسباب أخرى على ما يبدو، ربما تكون الاستسلام المفرط من جانب جهات التقدير للحكومة.
وعلى أي حال، فيما يخص مصر، فالأمور واضحة منذ شهر مارس عندما وقعت الحكومة المصرية وشركة "ايني" على اتفاق للتنقيب عن النفط والغاز. وفي الشهر الماضي أعلنت شركة "ايني" اكتشاف حقل غاز كبير جداً في دلتا النيل. والآن بعد شهر جاءت ضربة الحظ مرة أخرى بحقل غاز أضخم. وهذا ليس مجرد مسألة حظ، فشركة "ايني" التي فقدت في السنوات الأخيرة ليبيا كمصدر نفط إقليمي لديها كل المحفزات للتنافس على التذكرة المصرية.
ولكن باستثناء هذا، فإن تقرير صادر عن المعهد الجيولوجي الأمريكي في منطقة بلاد الشام، توقع أيضاً اكتشافات بترولية كبيرة أمام السواحل المصرية وسواحل إسرائيل. ويأتي الكشف الحالي تأكيداً لهذا التوقع.
واختتم الموقع الاسرائيلي يقول: قبل أن نفحص كيف سيغير اكتشاف حقل الغاز المصري الضخم وضع "طاقة" و"أمن" دولة إسرائيل، يجب أن نقوم بفحص داخلي لأولئك الذين يصدرون هذه التقديرات.