قال الدكتور رمضان عبد المعز من علماء الأزهر الشريف إن المؤمن ليس باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش لا يستهزئ بأحد لافتا إلى أن من بين آفات اللسان هي الاستهزاء بالآخرين وهي من المصائب الكبرى التي تدخل صاحبها النار. وأضاف خلال برنامج " الكلام الطيب المذاع على قناة " تن" إن ما حدث في غزوة تبوك آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من سخرية المنافقين بأحد الصحابة خير دليل على عظم الذنوب التي تصيب فاعل هذا السلوك السيء. وقال عبد المعز إنه وأثناء الاستعداد للغزوة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إنه من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزى وهي دعوة للتبرع لجيش المسلمين في هذه المعركة فقدم عمر بن الخطاب نصف ما يملك وأبو بكر الصديق قدم كل ما يملك وعثمان بن عفان قدم الكثير والكثير فقال المنافقين ما فعلوا ذلك إلا رياء ليقال عنهم أنهم فعلوا كذا وكذا وليس لوجه الله فلم يعبأ الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الحديث. وأثناء ذلك قرر أحد المسلمين أن يتبرع ولكن لا يملك شيئا فتعهد بالعمل يوميا على أن يخصص نصف أجرة عمله ليتبرع بها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فشاهده المنافقون وهو يحمل صاعا من تمر يتوجه به إلى رسول الله ليتبرع به بعد أن ترك صاعا مثله لأهله .. فاستهزءوا به قائلين: ما هذا أن الله غنى عن صاعك هذا . فأنزل الله تعالى فيهم قوله بسورة التوبة: (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ). وأوضح عبد المعز ان هذه الآية تدل على ان هؤلاء المنافقين ذهبوا الى رسول الله ليستغفر لهم عند الله تعالى فأبى ان يغفر لهم ووعدهم بعذاب اليم . وهذا هو جزاء الاستهزاء بالآخرين .