اشتبك أقارب غاضبون لركاب صينيين - كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الماليزية التي اختفت منذ أكثر من عام - مع الشرطة في العاصمة الصينيةبكين اليوم، الجمعة، فيما مدد مسئولون فرنسيون عملية البحث عن حطام الطائرة في جزر نائية بالمحيط الهندي. ويفحص محققون في جزيرة لا ريونيون التي تحكمها فرنسا في المحيط الهندي قطعة من جناح تقول ماليزيا إنه من الطائرة التي حملت رحلتها رقم "إم. إتش. 370" في أول دليل حقيقي قد يساعد في حل واحد من أكبر الألغاز في تاريخ الطيران. واختفت الطائرة وهي من طراز بوينج 777 يوم الثامن من مارس 2014 في طريقها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 من أفراد الطاقم والركاب الذين كان معظمهم صينيون. وكان اكتشاف قطعة من الجناح على شاطئ جزيرة لا ريونيون هو أول دليل مباشر على أن الطائرة تحطمت في البحر، لكن أقارب الركاب في الصين قالوا إنهم يريدون إجابات أوضح واتهموا ماليزيا بحجب معلومات. ونظم نحو 50 من أفراد أسر الركاب احتجاجا صاخبا قرب السفارة الماليزية في بكين واشتبكوا لفترة قصيرة مع الشرطة التي منعتهم من دخول طريق يؤدي للسفارة. وهتف المتظاهرون "ماليزيا.. اعثري على الركاب". وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "ماليزيا تخفي الحقيقة. ماليزيا تؤخر البحث". وطالبت امرأة كانت ابنتها على متن الطائرة بإجابات. وقالت المرأة التي طلبت عدم نشر اسمها: "أريد أن أعرف ماذا حدث للرحلة "إم. إتش. 370"، أريد من الحكومة أن تقدم شيئا ملموسا.. حجة قوية ومقنعة لإقناعنا لأن أكثر من 500 يوم مرت". وأشار آخرون إلى تضارب في المعلومات التي نشرتها السلطات الماليزية والفرنسية بعد نقل قطعة الجناح التي كانت مغطاة بالحيوانات البحرية إلى فرنسا للتحقيق. وقالت ماليزيا يوم الخميس إن لون الدهان وختم الصيانة مطابقان للرحلة "إم. إتش. 370"، لكن السلطات الفرنسية لم تعلن التطابق بشكل قاطع. "البحث عن أجوبة" قال المتظاهرون في بكين إنهم توجهوا للسفارة سعيا للاجتماع مع مسئولين ماليزيين. وقالت تشينغ لي بينغ التي كان زوجها على متن الطائرة في إشارة إلى تضارب المعلومات: "نطالب الحكومة الماليزية بتقديم تفسير لكل هذا.. لم يظهر أحد من الحكومة الماليزية". وقال وزير النقل الماليزي ليو تيونج لاي إنه يدرك أن الأقارب يريدون معرفة ماذا حدث لأحبائهم. وقال لرويترز "إنهم قلقون. ونحن نبحث عن الأجوبة". وتقع جزيرة لا ريونيون على بعد 3700 كيلو متر غربي منطقة البحث الأساسية قبالة الساحل الجنوبي الغربي لأستراليا، وقال ليو إنه سيسعى للحصول على نصيحة خبراء قبل أن يطلب من أستراليا التي تقود مساعي البحث تحت المياه أن تعدل جهودها لتحديد المكان الذي سقطت فيه الطائرة. ويعتقد محققون أن شخصا ربما أغلق عمدا جهاز الاستقبال الخاص بالطائرة وجعلها تنحرف عن مسارها فوق المحيط الهندي وأسقطها عمدا في المحيط. وقالت فرنسا إنها تكثف عملية البحث على طول ساحل لا ريونيون بعد العثور على مزيد من الحطام بما في ذلك نافذة طائرة ورقائق ألومينيوم. وقال متحدث باسم وارن تروس، نائب رئيس وزراء أستراليا، إنه لا يبدو أن أيا من الحطام الجديد الذي عثر عليه ينتمي للطائرة "إم. إتش. 370". وجاء قرار فرنسا توفير طائرات وقوارب إضافية للمنطقة، فيما ناشدت ماليزيا دولتي موريشيوس ومدغشقر القريبتين من لا ريونيون المساعدة في توسيع نطاق عملية البحث.